سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولبرايت تعتبر أنور ابراهيم "بطلاً" بعد لقاء زوجته ... وقادة آسيا مستاؤون من تخلف كلينتون عن اجتماعاتهم في كوالالمبور . طلاب اندونيسيا في "استراحة" والاحتجاجات انتقلت إلى ماليزيا
جاكارتا، كوالالمبور - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - شهدت العاصمة الاندونيسية هدوءاً ملحوظاً أمس الأحد في ما اعتبره المراقبون "استراحة" للطلبة الذين نظموا تحركات أسفرت عن اضطرابات وأعمال شغب خلال الأيام الماضية. وانتقلت حركة الاحتجاجات أمس الى العاصمة الماليزية التي تستضيف قمة دول آسيا والمحيط الهادئ. وأدى ذلك الى فتح ملفي "الديموقراطية حقوق الانسان" على هامش القمة المقررة أصلاً للبحث في اخراج المنطقة من أزمتها الاقتصادية والمالية. وفي وقت اجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت مع عزيزة اسماعيل زوجة نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق أنور ابراهيم، في مبادرة تأييد أميركية بارزة للتحركات الشعبية المطالبة باطلاقه من السجن، خيّم شعور بالاستياء بين أوساط المسؤولين المشاركين في قمة آسيا والمحيط الهادئ، بسبب تخلف الرئيس بيل كلينتون عن حضور اجتماعاتهم، الأمر الذي اعتبروه بمثابة "عدم اكتراث" بالأزمة المالية في آسيا. واحتشد مئات عدة من الاشخاص في وسط كوالالمبور أمس مطالبين باستقالة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد كما دعوا المشاركين في المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الى "العودة الى ديارهم". واصطف في مواجهة المتظاهرين مئات عدة من رجال الشرطة المزودين بمدافع المياه. واعلن تيان تشوا احد منظمي التظاهرة للصحافيين ان "هذه بداية نضالنا لإعادة ماليزيا الى الساحة الدولية، وللدفاع عن حقوق الانسان ومكافحة الامبريالية". وقال نيوزيلندي مشارك في التظاهرة نيابة عن منظمة انسانية "ان المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، انشئ للنخبة في هذه المنطقة وليس للشعوب". وكثف انصار نائب رئيس الوزراء السابق انور ابراهيم الذي اقيل من منصبه في الثاني من ايلول سبتمبر الماضي ويحاكم بتهم الفساد وممارسة اللواط، تظاهراتهم للمطالبة باستقالة مهاتير، مع وصول المشاركين في المنتدى الاقتصادي الى كوالالمبور. ويضم المنتدى رؤساء دول وحكومات 21 دولة وسيعقد في 17 و18 من الشهر الجاري. وتشارك في المنتدى استراليا وسلطنة بروناي وكندا والصين وتشيلي وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وهونغ كونغ واندونيسيا واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبابوازيا غينيا الجديدة والبيرو والفيليبين وروسيا وسنغافورة وتايوان وتايلاند وفيتنام. والتقت اولبرايت مساء امس مع عزيزة اسماعيل زوجة انور ابراهيم في أحد الفنادق بوسط كوالالمبور اثر انتهاء الاجتماع الوزاري للمنتدى الاقتصادي. وقررت اولبرايت لقاء عزيزة اسماعيل، للتعبير عن تعاطف بلادها مع زوج الاخيرة الذي وصفته اولبرايت بانه "بطل الديموقراطية واقتصاد السوق". وكان رئيس الوزراء الماليزي عزل انور ابراهيم من منصبه في الثاني من ايلول سبتمبر الماضي نتيجة خلاف بينهما حول السياسة الاقتصادية الواجب اتباعها ازاء الازمة الاقتصادية الآسيوية. وأوقف انور ابراهيم وبات منذ ذلك الحين رمزاً للمعارضة السياسية في ماليزيا. اندونيسيا وخيم الهدوء أمس على العاصمة الاندونيسية غداة الاضطرابات واعمال الشغب التي شهدتها السبت، الا ان حركة السير في شوارع جاكارتا كانت خفيفة نسبياً. وتجمع مئات الجنود المعززون بالمصفحات في ساحة موناس الرئيسية الكبيرة حيث يقع القصر الرئاسي، بينما حلقت في اجواء العاصمة طائرات هليكوبتر عسكرية. وافاد مسؤول في الشرطة ان الطريق السريع المؤدية الى المطار الدولي اعيد افتتاحها بعدما تعرضت السيارات فيها الى اعمال نهب من قبل المتظاهرين السبت. وقال الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي ان حكومته ستتخذ المزيد من الاجراءات لاشراك الطلبة والمواطنين في القرار، في محاولة لكبح خطر التوترات في البلاد. وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الأميركية اذيعت أمس، ان الأزمة التي عانت منها البلاد خلال الاسبوع الماضي وراح ضحيتها 12 شخصاً مثلت تحدياً. لكنه أكد ان "الطلبة هم مستقبل بلادي... انهم مخلصون تماماً لحضارتهم وبلادهم... لذا يجب أن نكون أكثر فاعلية في اعطاء الطلبة فرصة للتعرف على الأوضاع الداخلية كما يتحتم علينا الصبر". وكان المحتجون اعتبروا ان الاصلاحات السياسية التي اعلنها الاسبوع الماضي مجلس الشعب الاستشاري، وهو الهيئة الاشتراعية الأعلى في البلاد، لا تحقق مطالبهم. ورأوا ان حبيبي استغل الجلسة الخاصة للمجلس لتعزيز موقعه في الحكم. وظلت قوى الأمن متواجدة بأعداد كبيرة في وسط جاكارتا خصوصاً الطرق المؤدية الى القصر الرئاسي ولكن الأمطار الغزيرة حالت دون خروج معظم المدنيين الى الشوارع. وفي الحي الصيني، أزال أصحاب المتاجر الزجاج المهشم والحجارة من الشوارع بعد هجمات السبت حيث اشعلت النيران في عدد من المتاجر. وطالبت جماعة طلابية اندونيسية بارزة تتهم الحكومة بالاستمرار في استخدام وسائل الرئيس السابق سوهارتو، بإضراب عام يستمر ثلاثة أيام كشكل من أشكال الاحتجاج السلمية. واصدرت الحكومة بياناً قالت فيه ان قوى الأمن ستحافظ على "الأمن والاستقرار" في المدينة وتطالب المواطنين بعدم التجمهر. وقالت وكالة انتارا للأنباء ان الشرطة في العاصمة اعتقلت "أشخاصاً عدة" يشتبه في تورطهم في أعمال نهب واشعال حرائق يومي الجمعة والسبت. ولكن ليس بينهم طلاب. ونقلت عن ناطق باسم الجيش ان "هذا يشير الى أن بعض الأطراف استغلت الاجتماعات الحاشدة للطلبة للقيام بأعمال شغب".