بيت لحم الضفة الغربية - أ ف ب - افاد شهود ان مواجهات عنيفة اندلعت امس في بلدة الخضر جنوبي مدينة بيت لحم في الضفة الغربية بين الجيش الاسرائيلي وعشرات من الفلسطينيين الذي تصدوا للجرافات الاسرائيلية خلال شق طريق التفافي فوق اراض صودرت من الفلسطينيين. وقال خضر صلاح احد سكان البلدة لوكالة "فرانس برس": "حضرت الجرافات صباحا بحماية الجنود الاسرائيليين وبدأت باقتلاع اشجار الزيتون وكروم العنب وهدم الاكواخ الخشبية التي نستخدمها لتخزين المحاصيل وللراحة". وهب عشرات من سكان البلدة والقرى المجاورة الى الاراضي التي جرفت وحاولوا منع الجرافات من استكمال عملها ورشقوا الجنود الاسرائيليين بالحجارة، فرد هؤلاء باطلاق الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة. واصيب عدد من السكان بحالات اغماء نتيجة لاستنشاق الغاز وبينهم عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني النائب صلاح التعمري ونقلوا الى مستشفيات مدينة بيت لحم لتلقي العلاج. وشدد صلاح على ان "السكان سيدافعون عن أرضهم بكل ما يملكون من قوة وانهم سيتصدون لأي محاولة لمصادرة اراضيهم". وكانت اسرائيل بدأت الاسبوع الماضي بجرف قسم من الاراضي في بلدة الخضر، الامر الذي ادى الى قيام عدد من سكانها بالاعتصام فوق هذه الاراضي لمنع الجرافات من الاستمرار في عملها. واوقف الجيش الاسرائيلي عملية التجريف لاتاحة المجال امام اصحاب الاراضي لتقديم التماس الى القضاء الاسرائيلي لالغاء قرارات المصادرة. واوضح صلاح: "فوجئنا صباحا بعودة الجرافات والجنود وقبل ان تصدر المحاكم الاسرائيلية اي قرار في المسألة". وذكرت مصادر فلسطينية ان اسرائيل تنوي شق طريق التفافي يدعى "الطريق 55" فوق الاراضي التي جرفتها، وذلك لربط عدد من المستوطنات في المنطقة ببعضها من دون المرور بالمناطق الفلسطينية. وتبلغ مساحة الاراضي التي تنوي اسرائيل مصادرتها لشق هذا الطريق نحو 4 الاف دونم. وكانت الحكومة الاسرائيلية اقرت الاسبوع الماضي شق 12 طريقا التفافيا جديدا تستلزم مصادرة نحو 10 الاف دونم من الفلسطينيين، وذلك في اطار التحضيرات لتنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من 13 في المئة من الاراضي الفلسطينية وفق ما تضمنه اتفاق واي ريفر. ورأى عضو المجلس الوطني الفلسطيني الاب ابراهيم عياد ان "اسرائيل اختارت هذا اليوم بالذات الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى اعلان الاستقلال لاستفزازهم". واضاف ان "هذا السلوك الاسرائيلي مؤشر الى ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد السلام وانه ينبغي إلزامها للقبول به".