تابع المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين، وفي حضور المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، إستجواب المحامي كريم بقرادوني شاهد حق عام في دعوى إغتيال الرئىس رشيد كرامي، وهو وكيل قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع المتهم بها مع آخرين. فأشار إلى أن كرامي استقال من رئاسة الحكومة في 5 أيار مايو 1987 وأن إلغاء إتفاق القاهرة تم بعد إستقالته. وأكد أن تقرير كل اجهزة "القوات" لا تقرير غسان توما وحده عن الجريمة افاد "أن الفلسطينيين هم الذين اغتالوه"، وفي تلك المدة كان المحور السياسي المتداول هو إلغاء إتفاق القاهرة، "وانطلاقاً من هذا الموضوع إقتنعت بتقرير "القوات" خصوصاً أن الفلسطينيين وجّهوا تهديدات علنية إلى كل المسؤولين اللبنانيين بعد إلغاء الإتفاق". ونفى ان يكون بُحث في امر توزير جعجع "لا قبل الإغتيال ولا بعده. والمرة الأولى التي طرحت فيها المسألة كانت في تموز يوليو 8819". وأوضح أن "التقرير الذي رفعته إلينا أجهزة "القوات" كان يوحي بأن المتفجرة وضعت في طرابلس من دون أن يوضح آلية عملية الإغتيال، علماً أن مطار حالات لم تكن فيه قوى فلسطينية، وبالتالي فإن هذا يعني عملية إختراق فلسطينية أو عملية سرية مخابراتية". وقال رداً على كلام الرئىس نبيه بري الذي أكد حين كان وزيراً للعدل أن المتفجرة وضعت داخل الطوافة في مطار أدما وأن جهاز الأمن هو مسؤول عن العملية، "أن ما قاله بري جاء من موقعه كرئىس ل"حركة أمل" أكثر منه كوزير للعدل، خصوصاً أن القضاء لم يكن باشر تحقيقاته المعمّقة في تفجير الطائرة". ونفى أن يكون سمع أن الجيش و"القوات" أجريا تحقيقاً مشتركاً اثر الإغتيال، وأن ما سمعه أن الجيش بناء على طلب الجميّل بدأ التحقيق، لكنه لم يؤد إلى نتيجة و"كنت أعتبر أن للجيش مصلحة في إظهار الحقيقة كونه كان مستهدفاً". وسألت النيابة العامة: كيف يحق للشاهد كونه محامياً أن يمس بقرار الدعوى ويبرئ المتهمين؟ اجاب "لو لم أكن مقتنعاً ببراءة جعجع لما توكلت عنه، وأنا لا أقوم بتحقيقات شخصية، ومستمر في المرافعة أمام المجلس العدلي وخارجه لتأمين براءته ومن حق المحامي المسّ بأي قرار باستثناء القرار النهائي الذي يصدر عن المجلس العدلي"، مؤكداً أن جعجع "بريء وأن ليس من مهامه معرفة من هو القاتل". ولم يستبعد بقرادوني أن تكون إسرائيل وراء عملية الإغتيال "وأنا لم أكن أعرف أنها اخترقت كل أجهزة "القوات". وشدّد على أنه مقتنع "باختراق إسرائيل أجهزة "القوات" بالنسبة إلى عملية الإغتيال". وأكد "أن العلاقات بين "القوات" وإسرائىل منذ العام 1976 أصبحت شيئاً معروفاً من الجميع وكتب عنها الكثير، لكنها كانت محصورة بفريق ضيّق من "القوات" والجبهة اللبنانية، والإتصالات بقيت بعد ذلك في دائرة السرية". وعزا عدم اطلاعه على أسماء الذين كانوا يزورون إسرائيل أو يجرون إتصالات معها وبالتالي عدم زيارته لها إلى أنه تعمّد هذه الخطة "منذ عهد الرئىس بشير الجميّل حفاظاً على علاقاته العربية"، لكنه اعترف بأن "الزيارات لإسرائيل كانت تتم بعلم قائد القوات". وأشار إلى "أن إسرائيل لم تكن حريصة الا على تأمين مصالحها وقد استعملت كل اللبنانيين في خدمة مخططاتها ولا أستغرب أن يكون جعجع في حالات كثيرة على تعارض معها". وأوضح انه اعاد النظر في نظرية الآمر الناهي بعد محاولتي اغتيال الرئيس الياس الهراوي والوزير ميشال المر اللتين اتهم بهما توما.