كان رئيس الاتحاد الدولي لكرة السلة، السنغالي عبداللي سي مورو"ابن اللعبة" ضيف الاتحاد اللبناني لمناسبة افتتاح الموسم الجديد للبطولات، وعقد مع أركانه جلسات عمل اطلع خلالها على المشاريع الطموحة لكرة السلة اللبنانية التي دخلت آفاقاً واعدة في العامين الأخيرين. "الحياة" التقت سي مورو وحاورته "على السريع" حول طموحاته على رأس عائلة اللعبة في العالم، ولا سيما أنه يأتي من دول نامية ومطلع جيداً على مشكلات كرة السلة ومعاناتها في "العالم الثالث". أصرّ سي مورو على التركيز في بداية حديثه على أنه أفريقي "اي أني أنتمي الى احدى الدول النامية. وقبل تسلّمي المسؤولية في الاتحاد الدولي، كنت في الاتحاد الأفريقي للعبة... فأنا من السنغال، أي من دولة تحظى فيها كرة السلة بشعبية كبيرة... ومطلع على جزء كبير من مشكلات كرة السلة في الدول النامية...". هل أعددت ملفاً لهذه المشكلات للعمل على تخفيفها خلال ولايتك؟ - لا أستطيع القول أني أحمل ملفاً. ان الاتحاد الدولي لكرة السلة الذي انشيء العام 1932 مؤسسة كبيرة، وتنفذ من خلاله برامج معدة ومدروسة ومنتظمة على فترة أربع سنوات... لكنك ستطرح أفكاراً وأولويات عملية. - سآخذ بعين الاعتبار ان بعض الدول، أو تحديداً بعض القارات والمناطق والتي تبدأ أسماؤها بحرف الألف - للمصادفة ربما - وهي أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية تعاني من ضعف وندرة في التواصل على صعيد اللعبة. وفي خطابي الأول بُعيد انتخابي، لخصت أفكاري والأولويات التي طرحتها. وطلبت تنظيم بطولة موازية لبطولة العالم، تجمع فرق هذه المناطق فتتبارى وتتنافس قبل أن تواجه العمالقة أي فرق أوروبا وأميركا الشمالية وجزء من أميركا الوسطى. الآن المكتب المركزي في الاتحاد الدولي يدرس هذا الاقتراح لإيجاد الصيغة المناسبة لمباشرة العمل به قريباً. خلال هذه الزيارة القصيرة الى لبنان، هل أنت مطمئن الى مسيرة كرة السلة فيه؟ - كرة السلة عندكم تعيش جزءاً من الفورة التي نشهدها في مختلف أنحاء العالم. لاحظت أنها على الطريق الصحيحة، أنا لا أقوّم الأمر إلا بشكل مبدئي، لم أعرف وضعها السابق بالدقة المطلوبة، لكني علمت أنها كانت مرحلة جمود قسري. كيف يمكن استغلال هذه الفورة لدعم أفكارك لتطوير اللعبة في الدول النامية؟ - كرة الثلج تكبر، ومن واجب الاتحاد الدولي والصحافة عموماً المساعدة في دفع هذا التطور الى الأمام. في غالبية الدول النامية، الرجال والبنية التحتية موجودون، لكن تفعيل هذين العنصرين لن يتم إلا بتوافر الإمكانات. وهذه أهم المشكلات. في أفريقيا مثلاً، الاتحادات تركض خلف شركات التلفزة، وفي أوروبا تلهث هذه الشركات لتوقيع العقود مع الاتحادات والفرق الكبيرة... على شركات التلفزة ومؤسسات التسويق والترويج لعب دورها في الدول النامية حيث الكثافة السكانية، ما يؤمن الموارد الكبيرة للطرفين ويدفع كرة السلة الى التطور المنشود. يلاحظ حالياً غزو اللاعبين الأفارقة الأندية في المغرب العربي والخليج وهم كثيرو العدد في لبنان حالياً، أيعني هذا أن كرة السلة الأفريقية ستصبح ممولاً بشرياً للأندية الأوروبية في المستقبل القريب على غرار ما هو حاصل حالياً بالنسبة لكرة القدم؟ - اللاعبون الأفارقة المميزون فنياً مجموعة تهاجر لتمويل موهبتها... انطلقت في البداية الى فرنسا، من السنغال خصوصاً، ثم تونس... واليوم يمموا شطر لبنان. هل لأنهم يتقاضون رواتب كبيرة وخيالية بالنسبة لمستوى المعيشة في بلدانهم؟ - لا أعرف كم يتقاضون... انهم يفتشون عن العروض الأفضل. لقد ترسخت هذه الظاهرة تدريجاً منذ أصبح الاحتراف في كرة السلة منتظماً وأقرّت ضوابطه في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي التي عقدت في بوينس ايرس العام 1989... أين تكمن سلبيات هذا الاحتراف في الخارج؟ - المحترفون الأجانب يستفيدون ويفيدون شرط أن يؤسس كل نادٍ قاعدة من اللاعبين من مختلف فئات الاعمار. يجب التركيز دائماً على التطور الهرمي بالترافق مع معدين أي مدربين جيدين ينشئون اللاعبين على قواعد صحيحة.