** تُعد بطولة كأس العالم أهم المسابقات الكروية التي يقيمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ عام 1930م وحتى يومنا هذا، وتُقام فعاليات البطولة كل أربع سنوات، ولم تتوقف منذ ذلك الحين إلا في عامي 1942م و 1946م بسبب الحرب العالمية الثانية، واستضافت الأوروجواي منافسات البطولة الأولى والتي أقيمت آنذاك بدون تصفيات حيث تم تقسيم (13) دولةً على أربع مجموعات انتهت بفوز المضيف باللقب العالمي الأول في تاريخ اللعبة. ** البطولة الثانية في عام 1934م شهدت تطورات عديدة في أنظمتها بعد أن أدرجت التصفيات المؤهلة للنهائيات العالمية في القارات الست حول العالم (أوروبا، آسيا، أفريقيا، أمريكاالجنوبية، أمريكا الشمالية، أوقيانوسيا) بهدف منح فرصة المنافسة لأكبر قدر ممكن من الدول، وبدأت أنظمة كأس العالم منذ ذلك الوقت بالتطور والتغير بصورة إيجابية من قِبل مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشكل يتناسب مع مصالح المنتخبات الدولية من كافة أنحاء المعمورة. ** حالياً تشهد بطولة كأس العالم فكرة جديدة تُطبخ على نار هادئة داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد أن صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جوزيف بلاتر عبر مجلة (الفيفا) قائلاً: «من منظور رياضي بحت أود أن أرى منتخبات أفريقية وآسيوية تحصل على وضعها الذي تستحقه في كأس العالم، لا ينبغي أن تهيمن أوروبا وأمريكاالجنوبية على معظم المقاعد في كأس العالم (18 أو 19 منتخباً) بينما عدد الأعضاء في الاتحادين 63 بالمقارنة إلى مئة عضو في أفريقيا وآسيا.. فالاتحاد الأفريقي مثلاً يضم 54 عضواً وتمثله خمسة منتخبات فقط وإذا استمر ذلك الأمر فإن المنتخبات الأفريقية لن تحصل قط على لقب عالمي رغم تطور مستوى لاعبيها». ** تلك الكلمات دفعت رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (السيد ميشيل بلاتيني) لأن يتحرك بسرعة ويصرح بحكمة مطالباً بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال العالمي حتى يضمن على الأقل عدم تخفيض عدد مقاعد القارة الأوروبية بشكل ينعكس سلبياً على مسيرته في رئاسة الاتحاد الأوروبي للعبة، وأوضح بلاتيني بأن البطولة القادمة ستشهد مشاركة 32 منتخباً وطالب بزيادة ثمانية مقاعد في مونديال 2018 حيث يتم منح أفريقيا مقعدين وآسيا مقعدين وأمريكا مقعدين وأوقيانوسيا مقعداً وأوروبا مقعداً، وهو ما نال استحسان وسائل الإعلام في القارات الست المشاركة في التصفيات المؤهلة للنهائيات، خصوصاً بعد أن أوضح بلاتيني بأن البطولة ستحتاج فقط لثلاثة أيام لتستوعب مباريات 40 منتخباً. ** زيادة المقاعد المخصصة للقارة الآسيوية ستصب في مصلحة الكرة السعودية دون أدنى شك خصوصاً في إطار تضاؤل فرصة الوصول للنهائيات بعد التطور الكبيرالذي شهدته كلٌ من اليابان، كوريا الجنوبية، وأستراليا بشكل تمكنوا من خلاله من ضمان التأهل للمونديال وسط القيمة الاحترافية الهائلة التي يمتلكونها في منتخبات بلدانهم بعد أن نجحوا في تسجيل أكثر من تجربة احترافية ناجحة في القارة الأوروبية. ** تمتلك آسيا في الوقت الراهن أربعة مقاعد ونصف المقعد، وفي حال المصادقة على قرار زيادة المقاعد في مونديال 2018 المقرر إقامته في روسيا فإن عدد المقاعد الآسيوية سيرتفع ليصبح ستة مقاعد ونصف المقعد، وهي فرصة كبيرة للأخضر السعودي لأن يستفيد من ذلك القرار ويعود للمشاركة في المونديال العالمي بعد أن غاب عنه مرتين متتاليتين (جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014). ** ويتبادر إلى الأذهان العديد من التساؤلات لدى المتابع الكروي في المملكة العربية السعودية - في حال تأكيد زيادة مقاعد القارة الآسيوية - والتي من أبرزها.. هل سيتمكن الأخضر من التغلب على المشاكل التي تعاني منها الكرة في بلادنا الحبيبة وينجح في تسجيل عودته للساحة العالمية أم أن الإخفاقات ستتواصل أمام تطور منافسينا؟.