كثفت ادارة الرئيس بيل كلينتون حملتها وجهودها لاقناع اصدقائها وحلفائها العرب والاجانب بدعم الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي ودعت المشككين في الاتفاق وامكانات تنفيذه الى التوقف عن لعب دور المتفرج. وحضت الدول العربية على استئناف سياسة التطبيع مع اسرائيل واستئناف المفاوضات المتعددة الأطراف وأعمال المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط، مؤكدةً ان هدفها لا يزال تحقيق السلام الشامل على كل المسارات. وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك في لقاء صحافي بعد ظهر الثلثاء الماضي ان الادارة تريد من الدول العربية الصديقة مدّ يد المساعدة "وان تنضم الينا فيما نسعى الى احياء عملية السلام". وأكد ان "هدفنا هو اعادة تحريك كل المسارات وإعادة إحياء المفاوضات المتعددة الأطراف والمؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال افريقيا وعودة المفاوضات السورية واللبنانية واستئناف التطبيع" مع اسرائيل. وأضاف انديك ان الفلسطينيين بحاجة الى الدعم السياسي والمساعدة الاقتصادية، مشيراً الى ان واشنطن ستنظم في أقرب وقت ممكن مؤتمراً للدول المانحة للانضمام الى الولاياتالمتحدة في تقديم مساعدات للسلطة الفلسطينية. وقال: "الآن وقد تم تحقيق الاتفاق نأمل بأن يقدموا الدعم السياسي للرئيس ياسر عرفات الذي غامر كثيراً". وحض الدول العربية، خصوصاً تلك التي لديها اتفاقات سلام مع اسرائيل كمصر والأردن على المضي في سياسة التطبيع مع اسرائيل والدول الأخرى التي كانت بدأت علاقات تجارية أو قنصلية الى متابعة هذه العلاقات. وسئل انديك عن أسباب استعجال الادارة في طلب الدعم العربي للاتفاق بدلاً من الانتظار 12 اسبوعاً فقط لمعرفة مدى تقيد اسرائيل بالالتزامات التي قدمتها، فأجاب: "قد تبدو الأسابيع ال12 قصيرة جداً بالنسبة الى تاريخ عملية السلام في الشرق الأوسط، لكن هذه الاسابيع ستكون طويلة جداً سياسياً للرئيس عرفات ولرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللذين يواجهان معارضة حادة...". واكد ان الولاياتالمتحدة "لا تطلب القمر، ولا تدعو الى تنفيذ كل شيء في وقت واحد، لكننا نطلب منهم تعليق تشكيكاتهم بالاتفاق والمساعدة على انجاح الاتفاق". واستشهد بكلام لوزيرة الخارجية مادلين اولبرايت مفاده انه "لا يمكن ان تكون عملية السلام مجرد رياضة للمشاهدين فقط". ورداً على سؤال يرتكز على ان بعض الدول العربية يشكك في تنفيذ الاتفاق وينتظر مجرى سير العملية السلمية على المسارين السوري واللبناني بانتظار الدخول مجدداً في عملية التطبيع قال ان المطلوب من الدول التي لديها مصلحة في السلام اتخاذ القرار والسماح للولايات المتحدة بالقيام بالعمل الشاق أو تقديم يد المساعدة. واذا أرادت الجلوس جانباً وترك الولاياتالمتحدة للقيام بالعمل الشاق فعليها عندئذ ان تعلق انتقاداتها للاتفاق اذا لم تعلق تشكيكاتها. وليس لديهم الحق بأن يكونوا مجرد مشاهدين لا مشاركين ... واذا كانت لديهم مصلحة في السلام فعليهم ان يتصرفوا على اساس هذه المصلحة". وشدد على القول ان ادارة الرئيس كلينتون "ملتزمة سلاماً شاملاً وملتزمة بذل الجهود لاستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني، وهذا الأمر لم يتبدل". وتحدث عن "وجود حقيقة اختبرناها خلال الأشهر ال18 الماضية، وهي اذا لم يتحرك المسار الفلسطيني وإذا لم ينفذ الاتفاق فستتأثر جهودنا لإعادة أحياء المفاوضات على المسارين السوري واللبناني...". وأضاف ان "لدى الذين يرغبون في عودة المفاوضات على المسارين السوري واللبناني مصلحة في ان يتم تنفيذ هذا الاتفاق بفاعلية، وهذا يعني انه لا يمكن للدول التي لديها مصلحة كهذه ان تجلس جانباً متفرجة". واستمر انديك في تحاشي الكشف عن ارقام المساعدات التي تعتزم الادارة تقديمها الى اسرائيل لسدّ نفقات اعادة نشر قواتها من الضفة الغربية. والى السلطة الفلسطينية لتقوية اقتصادها، قائلاً ان المطلوب أولاً إجراء مشاورات مع الكونغرس للحصول على موافقته. لكنه أكد ان الرئيس كلينتون "ملتزم" تقديم المساعدات. وتحدث عن المشاكل الاقتصادية الفلسطينية. وقال ان مستوى المعيشة في الضفة الغربية وغزة تراجع بنسبة 40 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية منذ التوقيع على اتفاق اوسلو. كما أشار الى الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني بسبب خفض قيمة الشيكل الاسرائيلي وهو العملة التي يتداولها الفلسطينيون. وقال ان الحكومة الاسرائيلية متفقة في الرأي مع الحكومة الاميركية على اعتبار رفع مستوى معيشة الشعب الفلسطيني وتطوير اقتصاده "أولوية مهمة إذا أريد انجاح عملية السلام". وأشار الى ان سياسة اسرائيل بإغلاق المعابر أضرت بالاقتصاد الفلسطيني، لكنه قال "إذا جرى تنفيذ التدابير الأمنية التي ينص عليها اتفاق واي ريفر فإن سياسة الاغلاق ستزول". وأعطى انديك رأياً متطوراً بالنسبة الى تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار. اذ قال ان الادارة تعتقد بأن من الضروري ان يركز الطرفان اهتماماتهما على مفاوضات الوضع النهائي التي ستبدأ الاسبوع المقبل خصوصاً ان الوقت قصير للتوصل الى اتفاق قبل الرابع من أيار مايو المقبل. ولاحظ ان الرئيس كلينتون سيدعو عرفات ونتانياهو الى قمة جديدة قبل ذلك التاريخ للتأكد من القدرة على التوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي.