قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن شركات الأسمنت السعودية عاودت درس تأسيس شركة لتصدير الأسمنت السعودي الى الخارج بهدف فتح أسواق جديدة لمنتجاتها بعد تزايد فائض الإنتاج المحلي من الأسمنت وعدم قدرة السوق على استيعابه. وأدى فائض الإنتاج وفقاً للمصادر الى الإضرار بالنتائج المالية لجميع شركات الأسمنت خلال السنة الجارية عدا شركة "اسمنت ينبع" والتي إستطاعت الحفاظ على وضعها المالي. و بلغ حجم تراجع أرباح الشركات خلال الأشهر التسعة الاولى من السنة الجارية من 244 مليون ريال 65 مليون دولار بدون احتساب نتائج شركة "اسمنت تبوك" التي لم تبدأ الإنتاج بعد. وكان أكبر تراجع في الأرباح لدى شركة "اسمنت السعودية" 96 مليون ريال وتلتها "شركة الاسمنت العربية" 69 مليون ريال. كما فقدت تلك الشركات ماقيمته سبعة بلايين ريال 1.7 بليون دولار من قيمتها السوقية في سوق الأسهم السعودية. وعزت المصادر أسباب تراجع الأرباح الى التوسعات غير المدروسة التي قامت بها شركات الأسمنت قبل نحو خمسة أعوام، ما أوجد فائضاً كبيراً في انتاجها، وعدم بحثها منذ وقت مبكر عن أسواق جديدة واكتفائها بالسوق المحلية التي تراجع حجم استهلاكها من الاسمنت بعد تراجع حركة الإعمار والبناء. وأضافت أن نجاح شركات الأسمنت في تصدير ما مقداره 2.35 مليون طن من الأسمنت والكلنكر شجعها على درس تأسيس شركة موحدة للتصدير، ما قد يسهم في الحد من تراجع الأرباح الذي أصبح يهدد مستقبل صناعة الأسمنت ويفرض على تلك الشركات البحث في حلول للخروج من أزمتها الحالية والتي قد يكون الإندماج فيما بينها أحد الحلول المستقبلية. وتشير الإحصاءات الرسمية للمؤسسة العامة للموانىء أن صادرات الاسمنت عن طريق الموانىء بلغت خلال العام الماضي أكثر من 1.2 مليون طن معظهما عن طريق ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام. واستهلكت السوق السعودية العام الماضي نحو 14.75 مليون طن من الاسمنت مقابل 15.1 مليون طن عام 1996 . ويبلغ انتاج المصانع السعودية نحو 21 مليون طن بعد اتمام التوسعات التي ينفذها بعض الشركات.