تبوأت المرأة في حزب التجمع اليمني للاصلاح المعارض اسلامي مواقع قيادية في الحزب في تطور هو الاول من نوعه، اذ فازت سبع نساء بعضوية مجلس الشورى اللجنة المركزية التابع للحزب، من بين 130 عضواً انتخبوا في المؤتمر العام الثاني للتجمع، الذي أنهى امس اعماله التي استمرت ثلاثة ايام. وأقرّت خلال المؤتمر التعديلات على النظام الاساسي للحزب وبرنامجه السياسي، وانتخب اعضاء منجلس الشورى بعد قرار توسيع العضوية فيه من مئة عضو الى مئة وثلاثين عضواً، بالاضافة الى رؤساء فروع "الاصلاح" في المحافظات واعضاء الهيئة العليا المكتب السياسي. وتمسك التجمع بعلاقة "استراتيجية" مع المؤتمر الشعبي العام، وجاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع في المرتبة الرابعة في انتخابات المجلس. وبانتخاب العناصر النسائية لعضوية مجلس الشورى يكون "الاصلاح" احدث تحولاً سياسياً مهماً في موقف الاسلاميين من مشاركة المرأة في الحياة السياسية في اليمن. وشدد البيان الختامي للمؤتمر على اهمية الانفتاح على الآخرين، ونجح التيار المستنير في "الاصلاح" يمثل الغالبية في تحقيق امنية المرأة في الحزب للوصول الى المواقع القيادية فيه، فيما تقاسمت التيارات المختلفة عضوية مجلس الشورى، وتمثل الاسلاميون والقبائل والمثقفون والتجار ورجال الاعمال في اطار عملية انتخابية وتم فرز الاصوات عبر اجهزة الكومبيوتر. واكد البيان الختامي اهمية البناء المؤسسي للدولة وان تحتل هذه المسألة الاولوية لدى السلطة. ودعا مجلس النواب الى تحمّل مسؤولياته تجاه مشروع قانون المسيرات والتظاهرات من منطلق ان يساعد قانون المسيرات ممارسة هذا الحق الدستوري ولا يمس به. وشدد على ضرورة ان تستمر علاقة "الاصلاح" بالحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام، كعلاقة استراتيجية. وعبر البيان عن الاسف لما لحق بهذه العلاقة من اضرار وانتكاسة نتيجة "اصرار بعض الاطراف على اضعافها". ووجه دعوة الى الرئيس علي عبدالله صالح كي يولي هذه العلاقة المزيد من رعايته واهتمامه. واشار البيان الى استمرار الحوار بين الاصلاح واحزاب المعارضة، مطالباً بتصحيح جداول الناخبين كشرط لسلامة اي انتخابات مقبلة، وتجسيد مبدأ تكافؤ الفرص لكل القوى السياسية في الانتخابات وتحييد وسائل القوة والمال العام والاعلام والوظيفة العامة. الى ذلك احتل المهندس عبدالله صعتر وهو خطيب واسلامي معروف المرتبة الأولى لجهة عدد الأصوات في انتخابات مجلس الشورى، اذ حصل على 2889 صوتاً من أصل 3018 ورقة انتخابية اعتمدت عند فرز الاصوات، وتقدم على الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس الشورى ب 74 صوتاً، وجاء الزنداني في المرتبة الرابعة. واحتل الأمين العام المساعد للحزب عبدالوهاب الانسي المرتبة الخامسة بعد الزنداني، وحصل على العدد ذاته من الاصوات. وفيما بدت التغييرات في المراكز القيادية العليا للتجمع اليمني للاصلاح شبه منعدمة، عكست قائمة الفائزين بعضوية مجلس الشورى دلالات تغيير جذرية يرجح ان يشهدها التجمع، اذ مثل تيار الشباب التحديثي داخل صفوف الاصلاح نسبة كبيرة. وينتظر ان يجتمع مجلس الشورى الجديد خلال ساعات لانتخاب رئيس ونائبين وأمين عام وأمين عام مساعد للتجمع، بالاضافة الى انتخاب عشرة أعضاء آخرين للهيئة العليا للاصلاح والتي تضم 15 عضواً، ثلاثة انتخبوا من قبل المؤتمر العام هم رئيس الهيئة ونائبه ورئيس الدائرة القضائية. واعتبر حسم الخلاف على قضية المرأة باتجاه تمكينها من المشاركة السياسية، وإفساح المجال لها لتولي مناصب قيادية داخل هيئات الاصلاحات خطوة متقدمة للاسلاميين في اليمن، أكدوا من خلالها بداية مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والاجتماعي، ورد الاعتبار الى المرأة نظراً الى الدور الذي تضطلع به في تعزيز الحياة السياسية، ودورها الحاسم في الانتخابات البرلمانية. يذكر ان التجمع اليمني للاصلاح كان خلال دورتي الانتخابات عامي 1993 و1997 أهم حزب سياسي يمني راهن على أصوات النساء، لكنه لم يصل بها كمرشحة لعضوية البرلمان.