واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - رسم قادة العالم صورة أكثر قتامة للاقتصاد العالمي وحذروا من ان نسيج النظام المالي في خطر. وقال الرئيسي الاميركي بيل كلينتون في افتتاح الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين ان خطر اتساع نطاق الازمة المالية العالمية المتفاقمة بالفعل قائم. واضاف في تقويم رصين للمخاطر التي تتهدد الاقتصاد العالمي: "ربما يكون العالم يواجه أخطر أزمة مالية في نصف قرن". وقال ميشيل كامديسو المدير العام لصندوق النقد الدولي أن المشاكل المالية التي بدأت في تايلاند قبل 15 شهراً وامتدت الى آسيا وروسيا وأميركا اللاتينية توثر الآن في النظام المالي العالمي ككل. واضاف كامديسو: "نحن لا نتحدث عن دول في ازمة فحسب بل عن نظام في ازمة، اذ انه غير مهيأ بشكل كاف للتعامل مع فرص ومخاطر العولمة". وتابع ان الوضع ليس خطيراً كما كان الوضع في نهاية العشرينات التي شهدت كساداً عالميا، غير انه أكد ان الدول بحاجة الى انتهاج السياسات السليمة. وخفض صندوق النقد بالفعل توقعاته لمعدلات النمو العالمية واضعاً الازمة في الاعتبار. وقال مسؤول من البيت الابيض ان قادة العالم يبحثون عقد قمة اقتصادية في قت لاحق من السنة الجارية للبحث في هذه القضايا. ولم يحدد المسؤول موعد عقد القمة لكن هناك تكهنات بعقدها في لندن في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وخلال الجولة الحالية لاجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بحث المسؤولون في حلول للازمة الاقتصادية العالمية وطالبوا بتحقيق الشفافية والرقابة واصلاح النظام المصرفي واتفقوا على ان خطر الكساد يتجاوز خطر ارتفاع معدلات التضخم. وقال وزير الخزانة البريطاني غوردون براون ان الازمة الاقتصادية العالمية قد تدفع الحكومة البريطانية الى خفض توقعات النمو الاقتصادي في بريطانيا لسنة 1999، علماً انه لم يحدد أي ارقام للنمو. وشدد حاكم بنك فرنسا المركزي جان كلود تريشيه في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي أول من أمس على ألا تمنع الازمة المالية المجموعة الدولية من تقديم المساعدة اللازمة للدول التي تحتاج الى مساعدات. وأبرزت الصين اول من أمس في واشنطن متانة نموها الاقتصادي الذي يفترض ان يبلغ ثمانية في المئة السنة الجارية، مؤكدة من جديد انها لن تخفض قيمة عملتها. وقال وزير المال الصيني كسيانغ هواشينغ ان الصين حافظت على نموها الاقتصادي وتبنت سياسة ميزانية صارمة، مشيداً بالموقف المسؤول الذي اتخذته الصين في الأزمة الآسيوية