سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في افتتاح الدورةال 45 للجنة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية في بيروت . الهراوي : رغم المحنة استطعنا اعادة العافية ومع بناء الدولة نتطلع الى الأولويات الصحية
رأى رئيس الجمهورية الياس الهراوي ان "العالم والمنطقة يحتاجان مع بدء الألف الثالث الى توجهات صحية جديدة". وقال ان "جهوداً تبذل لتفعيل الرعاية الصحية من خلال استراتيجية وطنية، ويجب تحديد الأولوية الصحية الى جانب بناء الدولة"، مؤكداً انه "على رغم ما تركته المحنة على أرضنا من آثار سلبية فاننا استطعنا ان نعيد العافية للخدمات الصحية". كلام الرئيس الهراوي جاء في خلال افتتاحه صباح امس، الدورة الخامسة والاربعين للجنة الاقليمية لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية في قصر الاونيسكو في حضور اللبنانية الاولى السيدة منى الهراوي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس حسين الحسيني، ووزراء ونواب وشخصيات سياسية واعلامية وطبية، كذلك تميز المؤتمر بحضور دولي كبير يتقدمه المدير العام التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة غروهالم برونتلاند ووزراء الصحة في جميع الدول العربية وقبرص وافغانستان ووفود طبية اسيوية. والقى وزير الصحة سليمان فرنجية كلمة قال فيها "لم يشهد لبنان مؤتمراً صحياً منذ ثلاثين عاماً. فقد كان الوطن الصغير، رازحاً تحت الحروب الكبيرة، وكانت المؤامرات، بديلاً من الحياة والمؤتمرات. وقد ارسيتم، يا فخامة الرئيس، ما كان يطمح اليه اللبنانيون، من سلام متين، ووحدة، لا تقوى عليها العواصف والهزات. فكان عهدكم، عهد التأسيس، للجمهورية الثانية، وعهد الميثاق الجديد للوطن. والشعب لا ينسى، والتاريخ كذلك، رئيساً، كان طوال تسع سنوات، اباً لجميع اللبنانيين، حريصاً على دولة المؤسسات، اميناً على الدستور والمبادىء، رئيساً، كرّس عروبة لبنان، وأعاد الوطن الى محيطه العربي الطبيعي، ورسّخ العلاقات مع الدول العربية، وأرسى العلاقات المميزة والطبيعية، مع سورية الاسد. اضاف "ان هذا المؤتمر يأتي شهادة جديدة، على صحة السلام اللبناني. ومعلوم ان الحرب قد ادت الى تدمير الثقة بالمستشفيات الحكومية، والى انفلاش سريع، للخدمات الصحية، في القطاع الخاص، من دون ان تكون هذه الخدمات متناسبة، مع الحاجات الفعلية للبلاد. هناك زيادة كبيرة، في عدد الاطباء، يوازيها نقص هائل في عدد الممرضات، حيث يوجد طبيب، لكل 350 نسمة، وممرضة مقابل ثلاثة اطباء. وكشف فرنجية ان وزارة الصحة اعدت مشروعاً مرحلياً، للاصلاح الصحي، يقوم على "تعزيز الوقاية، وترشيد العلاج، واصلاح نظام التمويل، وتحديد دور عصري للوزارة". وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة لرئيس الدورة وزير الصحة الايراني محمد فرهدي والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة غروهالم بروتلاند التي حددت محاور اعتبرتها حاسمة في تحسين الصحة وتقع خارج نظامها وهي التعليم وتأمين نظافة البيئة وسلامتها والحد من الفقر في شكل دائم ووضع حد للنزاعات المسلحة والنفقات العسكرية المفرطة. وأشارت الى "تزايد انتشار الامراض غير السارية التي يسببها في الدرجة الاولى التدخين"، داعية الى محاربة التبغ وعدم الترويج له". ورأى ان اجتماع اللجنة في بيروت "يحمل رسالة امل والهام". ثم تحدث الرئيس الهراوي مرحباً بالمشاركين وامتدح مديرة منظمة الصحة العالمية التي انتخبت بالإجماع وقال "اننا نعول على دورها في تجديد هذه المؤسسة ووظيفتها في العالم، هذه المؤسسة المسؤولة عن صحة ستة بلايين انسان". وخاطب المؤتمرين بالقول "ان لقاءكم هنا هو بمثابة قمة صحية عالمية تنعقد في لبنان، انه اللقاء الأول في بلادنا، وليكن لنا حافز أمل وثقة بأن يحظى بلدنا باهتمام يستحقه في سلم أولوياتكم. وعلى رغم ما تركته المحنة على أرضنا من آثار سلبية فإننا استطعنا أن نعيد العافية للخدمات الصحية وذلك بالتعاون بين القطاع الصحي العام والقطاع الصحي الخاص والجمعيات الأهلية. ولا يفوتنا أن نشير الى ما حققناه من نمو سريع على صعيد التقنيات والآلات الطبية المتطورة في السنوات الأخيرة الى جانب انتشار المراكز الصحية في المنطقة. أضاف "في السنوات الأخيرة ازدادت قيمة الانفاق الوطني العام على القطاع الصحي وقد قاربت في العام الماضي نسبة عشرة في المئة من الدخل العام. لكن المتطلبات تفوق قدراتنا الذاتية، لأن سلامة الصحة لا تقف عند حدود البرامج العلاجية بل لا بد من تدعيم امكانات العمل لمكافحة بعض المشكلات البيئية مثلاً وهذا يتطلب دعماً تقنياً ومادياً كما هو معلوم. منظمتكم افتتحت مكتبها عندنا في الخمسينات بهدف القضاء على الملاريا وقد نجحنا في ذلك معكم عام 1963 وبعدها تحول مكتبكم الى مساعدتنا في بناء القدرات الوطنية في المجال الصحي. وننوه بمساعداتكم الإنسانية إبان المحنة". وتابع "مع مسيرة السلام الوطني التي أرسينا ركائزها، نسجل لكم تقديرنا لدوركم الرائد في توفير الدعم التقني والاستشاري والمادي والإداري لمشاريع صحية عدة". وقال "مع بناء الدولة نتطلع الى تحديد الأولويات الصحية على الصعيد الوطني، نعول على دعمكم للتقدم في هذا السبيل. ومع بناء الألف الثالث نرى العالم عموماً ومنطقتنا خصوصاً يحتاجان الى توجهات صحية جديدة. فصحة الإنسان من صحة الطبيعة أيضاً. وختم "من هنا ضرورة توثيق التعاون بين الصحة والبيئة والإعلام، ونحن واثقون بوعيكم معنا لهذه الضرورة. واننا نريد أن يكون اجتماعكم في لبنان محطة مميزة وعلامة فارقة"