الأمم المتحدة - رويترز، أ ف ب - طلبت أربع منظمات انسانية غربية من الاممالمتحدة القيام بدور أكثر فاعلية في إنهاء الحرب في جنوب السودان، ودعت خصوصاً الى تمديد وقف النار وتوسيعه. وقال ممثلون عن "أطباء بلا حدود" و"كير انترناشيونال" و"أوكسفام" و"سيف ذي تشيلدرن" أمام أعضاء مجلس الأمن ان الحرب الأهلية المستمرة منذ 30 عاماً "وصلت الآن الى مستوى مأسوي لا يتصوره عقل". وأعلن مصدر قريب من الاممالمتحدة ان الأمين العام كوفي انان طلب من كيران بريندرغاست، مساعده المكلف الشؤون السياسية اثر هذه الدعوة، التوجه الاسبوع المقبل الى الخرطوم ونيروبي للاجتماع مع الأطراف الرئيسية في الصراع من أجل وضع حد للحرب. وقالت الوكالات الأربع في بيان "ان الفئات المتحاربة في السودان تستخدم المدنيين دروعاً بشرية وموارد عسكرية استراتيجية". واجتمع ممثلو هذه الوكالات التي تدير مشاريع في السودان مع مندوبي الدول الاعضاء في مجلس الأمن في مقر بعثة السويد في الاممالمتحدة. ويتكون مهمة بريندرغاست واحدة من بعثات الاممالمتحدة القليلة التي تركز على الجوانب السياسية للصراع وليس على معونات الإغاثة. ودعت الوكالات الاممالمتحدة الى "إيجاد قوة ضغط فعالة وايجابية من أجل السلام" تشمل ديبلوماسية مكوكية تتبعها اجتماعات على مستوى القمة ووجود ممثل خاص للأمين العام للامم المتحدة مقيم في المنطقة. واعتبر الأمين العام لوكالة "كير انترناشيونال" غاي تسونيانت ان "المعونات الانسانية وحدها في ظل فراغ سياسي لن تحل مشكلات السودان ولن تمنع المجاعة. ما نحتاج اليه هو الإرادة السياسية لإنهاء الحرب". وقال المدير البريطاني لوكالة "أوكسفام" ديفيد براير ان ما يقدر بنحو 2.6 مليون نسمة معرضون لخطر الموت جوعاً في السودان. وأضاف ان المجتمع السوداني أصيب بضعف شديد الى درجة ان وقوع مزيد من الكوارث الانسانية "أصبح أمراً حتمياً". وقتل نحو 1.5 مليون شخص خلال الصراع الذي بدأ عام 1983 وفرّ أكثر من أربعة ملايين نسمة أو أجبروا على ترك منازلهم خلال الاعوام الثلاثين الماضية. ومددت حكومة الخرطوم و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" في تشرين الأول اكتوبر الجاري وقفاً لإطلاق النار حتى منتصف شهر كانون الثاني يناير في اقليم بحر الغزال في جنوب البلاد. وقالت منظمات الاغاثة الأربع ان وقف اطلاق النار يجب ان يوسع ليشمل جنوب السودان كله وان لا يستغل طرفا الصراع ذلك لنقل القوات الى جبهات قتال أخرى. والمنتدى الوحيد الذي يجمع طرفي الصراع هو منظمة حكومات شرق افريقيا للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد التي عقدت تسع جولات من مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين حتى الآن. وقالت المنظمات الأربع ان اجتماعات "ايغاد" "حققت القليل لأن الحكومة والجيش الشعبي يتصرفان وكأن مصالحهما تتحقق أكثر مع الحرب لا مع السلام".