ربّ صدفة خير من ألف ميعاد. قول ينطبق على اللقاء الذي جمع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري اثناء زيارتهما رئيس حزب الكتائب الدكتور جورج سعادة في منزله في الرابية للإطمئنان الى صحته. وساد اللقاء، بحسب معلومات "الحياة"، جو من الودّ والمزاح في حضور النائبين محمد عبدالحميد بيضون وسمير عازار اللذين رافقا بري، وعضو المكتب السياسي الكتائبي سيمون الخازن وكسر رئيسا المجلس والحكومة الجليد وتبادلا الحديث للمرة الاولى منذ مدة طويلة سادتها قطيعة وتخللها تبادل حملات اعلامية تارة بطريقة مباشرة وطوراً عبر اوساطهما. وتناولا مواضيع عدة منها تأجيل مشروع الموازنة الى العهد المقبل، فأوضح بري انه كان يفضّل إحالته خلال هذا العهد، وكذلك منع الصيد البري في لبنان والقرارات الاخيرة في شأن الاعلام المرئي والمسموع والتحالف العسكري التركي - الاسرائيلي. وعرجا على الاستحقاق الرئاسي من زاوية بعض استطلاعات الرأي التي تعدها مراكز متخصصة، ومنها شركة "مدما" للسفير السابق رياض طبارة، ويظهر معظمها تقدماً للعماد اميل لحود على بقية المرشحين. وتعليقاً على نتائج الاستطلاعات، اعتبر سعادة امام الحاضرين ان "ليس كل الناس يعرفون قائد الجيش لكن هذه النتائج تؤكد رغبتهم في التغيير"، فأيّده بري والحريري في ذلك. وقال رئيس الكتائب في تصريح بعد اللقاء انه "كان طبيعياً وتناول مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والتربوية". وسئل هل تطرق الحديث الى الانتخابات الرئاسية، اجاب: "جانبياً. لم تكن هناك معلومات اكيدة بعد ولكن من الطبيعي في اجتماع كهذا ان يُطرح مثل هذا الموضوع ويدور الحديث على المهل والأمور المتعلقة به". ونفى ان يكون حصل "تداول لأسماء معيّنة". يذكر ان بري والحريري كانا التقيا صباح امس في قصر العدل لمناسبة افتتاح رئيس الجمهورية الياس الهراوي مؤتمراً دولياً عن حقوق الانسان. وغلب على اللقاء الطابع الرسمي واقتصر على المصافحة، لينصرف كل منهما الى الحديث "مع جاره"، فراح بري يحادث الرئيس حسين الحسيني، والحريري وزير الخارجية فارس بويز.