ناقش 40 من قادة وممثلي أجهزة أمن واستخبارات أفريقية في الخرطوم أمس، فكرة إنشاء شراكة استراتيجية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار السياسي في أفريقيا، وذلك بحضور ممثلي أجهزة ووكالات أمن عربية وغربية. ونظمت المؤتمر لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات في أفريقيا المعروفة اختصاراً بال «سيسا» وهي الذراع الأمني للاتحاد الأفريقي. وحضر المؤتمر الذي يستمر يومين ممثلون عن وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» والاستخبارات الفرنسية والسعودية والإماراتية والكويتية. وقال الرئيس السوداني عمر البشير الذي خاطب المؤتمر، إن مبادرة الحوار الوطني التي طرحها «وجدت إقبالاً كبيراً من القوى السياسية وشاركت فيها بجدية وفاعلية وفق كفالة شاملة للحرية والشفافية، أدت إلى تمدد لمساحات السلام على التراب الوطني لا سيما في ولايات دارفور». وذكر أن جهود تعزيز السلام في دارفور أدت إلى خروج تدريجي متفق عليه لقوات البعثة الأممية - الأفريقية المشتركة (يوناميد)، مؤكداً أن منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تشهدان وقفاً متماسكاً لإطلاق النار وفّر مناخاً إيجابياً يمهد لإجراء حوار جاد وشامل للسلام والوفاق والاستقرار في المنطقتين. وأضاف البشير أن السودان يستضيف أعداداً كبيرة من لاجئي جنوب السودان الفارين من الحرب ووفّر لهم المأوى والغذاء بلا دعم خارجي، ويلعب دوراً مع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» لتحقيق السلام هناك. وأعلن المدير العام لجهاز الأمن والاستخبارات السوداني الفريق محمد عطا المولى عباس، مشاركة ممثل لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووفد من الاستخبارات الفرنسية، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة السعودية إلى جانب وفد من جهاز أمن الدولة والمباحث في المملكة، وجهاز أمن الدولة في الإمارات العربية المتحدة. وقال عباس إن ال «سيسا» تدفع نحو السلم والاستقرار، ولها دور متعاظم في تنمية العلاقات بين أجهزة استخبارات دول أفريقيا وتنمية العلاقات بين حكومات وشعوب دول القارة ومنظمات مماثلة في دول أخرى. وأكد أن «شعار المؤتمر هو الاستقرار السياسي ومكافحة الإرهاب الذي لا يزال يضرب في مناطق مختلفة من القارة إلى جانب النشاطات السلبية للمنظمات غير الحكومية التي تواصل نشاطها المدمر. وظاهرة الارتزاق والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وأثرها السالب على السلم والأمن الأفريقي». ولفت إلى أن جهود «سيسا» أثمرت في معالجة قضايا عدة كانت تؤرق السودان ودول أخرى في القارة. وصرح رئيس لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية اللواء جوزيف ناد ايتامويتا، وهو السكرتير العام لجهاز الأمن الراوندي، أن الإرهاب يشكل تحدياً لأفريقيا لأن المجموعات الإرهابية تبدي مهارة متنامية في انتشارها عبر الحدود والقارات من خلال استغلال الثغرات والاستفادة من الضعف على الحدود. على صعيد آخر، أعلنت الخارجية السودانية أمس، أن الوزير إبراهيم غندور ناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، في نيويورك استئناف محادثات السلام لإنهاء الصراع في دارفور وانضمام المعارضة إلى الحوار الوطني. وقال الناطق باسم الخارجية قريب الله خضر إن «الوزير ناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة الجهود الرامية إلى استئناف محادثات السلام لإنهاء الصراع في إقليم دارفور والحاجة إلى تهيئة بيئة مواتية للمعارضة للانضمام إلى عملية سياسية شاملة في البلاد». ونقل عن غوتيريش تشجيعه السودان على مواصلة الجهود لاستئناف الحوار في شأن منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا وإيجاد تسوية سلمية. وذكر خضر أن غندور أطلع غوتيريش على تراجع الصراعات في دارفور، مؤكداً أهمية مواصلة التعاون الجيد بين الأممالمتحدة وحكومة الخرطوم في تنفيذ إعادة تشكيل بعثة «يوناميد» والمفهوم الجديد للعمليات. وأشاد غوتيريش بحفاظ السودان على حدود مفتوحة لاستقبال اللاجئين وفتح ممرات لتقديم المساعدة الإنسانية إلى جنوب السودان. وأكد غندور التزام السودان بمواصلة مساعيه مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لإيصال المعونات الإنسانية إلى جنوب السودان، ومواصلة دوره في إطار جهود هيئة «إيغاد» لاحتواء النزاع.