أنهى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس جولة مغاربية قادته الى كل من الجزائر والمغرب وتونس لاطلاع قادتها على فحوى اتفاق واي بلانتيشن الذي وقع في واشنطن الجمعة الماضي. وتوجه الرئيس الفلسطيني الى المملكة العربية السعودية التي رحبت قبل ساعات من وصوله بالاتفاق، معربة عن أملها بأن يكون خطوة نحو السلام الذي ينشده الجميع في المنطقة والعالم. وفي المغرب وصف الرئيس الفلسطيني اتفاق واي بلانتيشن بأنه "نقطة تحول مهمة لتنفيذ المبادرة الأميركية". وقال في ختام زيارة قصيرة الى الرباط، اجتمع خلالها مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني "ان الفلسطينيين قبلوا بالمبادرة الأميركية منذ البداية، في حين لم يقبلها الاسرائيليون الا أمس"، في اشارة الى خلافات حول نسبة الانسحاب من أراضي الحكم الذاتي. وقال عرفات "ان موقف الادارة الأميركية الصلب والقوي ساعد بشكل كبير على تحقيق النتائج التي تم التوصل اليها". وأوضح انه اطلع الملك الحسن الثاني على نتائج المفاوضات التي قادت الى الاتفاق المرحلي "واستمع الى نصائحه وآرائه وارشاداته". وكان العاهل المغربي اجتمع ليل الأحد في الرباط مع الرئيس عرفات، في حضور ولي العهد المغربي الأمير محمد، والسادة محمود عباس ابو مازن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحمد قريع أبو علاء رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ونبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ومحمد العلمي القائم بأعمال السفارة الفلسطينية في الرباط. وذكرت المصادر ان المحادثات عرضت لمضمون الاتفاق المبرم ووسائل الاعداد لمفاوضات الحل النهائي، وآفاق الفترة المقبلة في ضوء تنسيق المواقف ودعم المفاوض الفلسطيني في كل مراحل المفاوضات لتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط واحراز التقدم على كل المسارات. واجتمع عرفات قبل ظهر أمس في القصر الرئاسي في تونس مع الرئيس زين العابدين بن علي وأطلعه على ما دار خلال المفاوضات. قال الرئيس الفلسطيني في تصريحات أدلى بها بعد اللقاء: "نستطيع القول في اعتزاز ان هذا الاتفاق يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح وان كان لا يستجيب لجميع مطالبنا التي هي أكثر مما اتفق عليه". وأشار الى أن "الجانب الفلسطيني قبل بالمبادرة الأميركية منذ البدء على رغم أنها كانت دون الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية ورغم ان الجانب الاسرائيلي لم يقبل بها سوى في اليوم الأخير من المحادثات". وأكد تشكيل لجنتين مشتركتين قريباً "ستعكف الأولى على ملف إعادة الانتشار الثالث والأخير فيما ستركز الثانية على مفاوضات المرحلة النهائية والتي ستبحث قضيتي القدس واللاجئين ومسائل المستوطنات والحدود والمياه". واعتبر عرفات أن الاتفاق الأخير هو "المرة الأولى التي يقبل فيها تجمع المتطرفين الاسرائيليين اعطاء أرض محتلة" ورأى ان ما اتفق عليه خصوصاً في شأن اطلاق السجناء الفلسطينيين "لم يكن متوقعاً من الحكومة الاسرائيلية". وحضر اللقاء الوفد المرافق لعرفات. وقبل ساعات من وصول الرئيس الفلسطيني الى الرياض ليعرض على القيادة السعودية تفاصيل اتفاق واي بلانتيشن، رحبت المملكة العربية السعودية ب "الاتفاق" واعربت عن تطلعها الى ان يكون "خطوة نحو السلام الذي ينشده الجميع في المنطقة والعالم بما يحفظ الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة". وتمنى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي ترأس امس جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض "ان يكون هذا الاتفاق منطلقاً لمرحلة جديدة من السلام العادل والشامل لجميع دول المنطقة". وقالت "وكالة الانباء السعودية" التي بثت النبأ، انه "في الوقت الذي اكد الملك فهد فيه أهمية هذا الاتفاق شدد على ضرورة تضافر الجهود الشرعية الدولية للتصدي لمختلف أوجه الممارسات الاسرائيلية غير المسؤولة وانتهاكاتها المتكررة للقرارات، وفي طليعة ذلك خططها غير الشرعية في القدس الشريف"، مجدداً "الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية الداعم والمساند لكل جهد عربي نحو السلام والامن والاستقرار في المنطقة بما يتفق مع ما تتطلع اليه من استرداد حقوقها كاملة على اساس القرارات الدولية 242 و338 و452 ومبدأ الارض مقابل السلام". وفي لاهور تلقى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ليل الاحد اتصالا هاتفياً من الرئيس بيل كلينتون اطلعه فيه على نتائج اتفاق "واي بلانتيشن"، وعلمت "الحياة" ان الأمير عبدالله طالب الرئيس الاميركي بضرورة ضمان تنفيذ الاتفاق، وهو اطلع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال محادثاتهما امس على فحوى اتصال كلينتون.