قال وزير النفط السعودي الاسبق احمد زكي يماني ان الاسعار الرخيصة الحالية للبترول تجعل من الصعب التفكير في استخراج نفط بحر قزوين. واضاف ان نفط هذه المنطقة ربما يكون منافساً للنفط في مناطق اخرى من العالم في حالة ارتفاع اسعار النفط. وافاد يماني، رئيس مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن لدى افتتاحه في ابو ظبي امس المؤتمر السنوي الرابع للطاقة، ان استغلال نفط بحر قزوين مرتبط بأسعار النفط في السوق العالمية. ولفت الى ان انتاج ونقل النفط من هذه المنطقة سيكون مكلفاً الامر الذي يشكل عائقاً امام المشاريع المستقبلية في هذه المنطقة اضافة الى ما يحيط بها من ظروف عدم الاستقرار السياسي. وذكر يماني ان الكلفة المقدرة لنقل البرميل الواحد تصل الى ستة دولارات للبرميل كحد ادنى وان الاحتياط في الدول المحيطة بهذا البحر متواضع ويصل الى نحو 16.5 بليون برميل على رغم ان التوقعات تقدر ارتفاعه الى 200 بليون برميل كحد اعلى فيما تذهب تقديرات اخرى الى انه سيبلغ نحو 60 بليون برميل. وتناول يماني في كلمته جوانب الصراع الاميركي - الروسي حول النفط في هذه المنطقة ورغبة واشنطن في مدّ خطوط الانابيب عبر افغانستان وباكستان لحرمان الدول الاخرى المحيطة ببحر قزوين من عوائدها. ولفت الى وجود صعوبات سياسية تواجه تنفيذ انشاء هذه الخطوط عبر افغانستان. ويعقد مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي المؤتمر للتعرف على مصادر الطاقة في بحر قزوين وانعكاساتها على منطقة الخليج العربي. وقال يماني ان نفط بحر قزوين لا يشكل في ظل الظروف الحالية اي تهديد لمنطقة الخليج العربي، واستطرد انه قد يمثل تهديداً في المستقبل اذا تمت ازالة الكثير من العقبات التي تواجه عمليات استخراجه ونقله عن طريق الانابيب. واضاف ان من اهم المعوقات التي تواجه انتاج النفط والغاز الصراعات والخلافات السياسية بين الدول المجاورة لبحر قزوين، حول تحديد المفهوم القانوني لبحر قزوين وكذلك الصعوبات التي تعترض نقل المنتجات الهيدروكربونية من هذه المنطقة. ولفت الدكتور لورينت روسكاس المدير المشارك لمشروع منطقة بحر قزيون في مؤسسة كمبريدج لبحوث الطاقة في الولاياتالمتحدة الاميركية الى وجود تقديرات خاطئة ومبالغ فيها حول احتياطات النفط في بحر قزوين والتي تقول بأنها تصل الى حوالى 200 بليون برميل. واكد ان الاحتياطات المؤكدة في هذه المنطقة تدور ما بين 25 و30 بليون برميل. وقال ان عمليات الاستكشاف المستقبلية ربما ترفع الاحتياط الى حد اقصى يراوح بين 50 و75 بليون برميل. وقال روسكاس في ورقة قدمها للمؤتمر ان تنمية النفط في منطقة بحر قزيون لن تكون بالامر الهيّن بسبب المشاكل الفريدة من نوعها المتعلقة بايصال النفط الى السوق كونها منطقة مغلقة وتتطلب استثمارات ضخمة لانشاء بنية تحتية تصديرية جديدة يمكن من خلالها ايصال النفط الى البحار المفتوحة. واضاف ان الاوضاع السياسية المحيطة بالمنطقة اضافة الى الاقتصاديات الصعبة يمكن ان تدفع تنمية بحر قزوين في طريق مختلف تماماً عن ذلك المتخيل في الغالب حالياً ولفت الى انه تم تركيز قدر كبير من الطاقة والجهد حتى الآن على مسألة انابيب النفط في منطقة بحر قزوين على مجموعة من المشاريع التي تصل كلفتها الى بلايين عدة من الدولارات. وقال ان تدفق نفط بحر قزيون مستقبلاً يتعلق بايران على رغم نجاح الولاياتالمتحدة بعزل ايران اقتصادياً وابعاد الشركات عن السعي وراء خيارات خط انابيب النفط الايراني. واضاف ان الوضع يبدو اليوم آخذاً في التغيير خصوصاً بعد ان أعفت واشنطن شركة "توتال" وشركاءها في مشروع "ساوث بارز" من الالتزام بقانون العقوبات المفروضة على ايران وليبيا.