خيم التفاؤل الحذر أوساط المسؤولين الاقتصاديين ورجال الاعمال المصريين بعد توقيع الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي في واشنطن يوم الجمعة الماضي. وحض وزراء ومسؤولون مصريون اسرائيل على احترام تعهداتها واعتبروا ان ازدهار التعاون في المنطقة رهن بتنفيذ الاتفاقات لا مجرد التوقيع. وقال وزير قطاع الاعمال الدكتور عاطف عبيد ل "الحياة" ان الاستثمارات المتوقعة الى المنطقة كبيرة كون المنطقة من اهم المناطق الجاذبة للاستثمار في العالم، خصوصا بعد التسهيلات التي اقرتها حكومات الدول المعنية اخيراً لاجتذاب الاستثمارات الاجنبية. واشار الى ان أي توتر لا يخدم اقتصاد الدول، ومن ثم هناك ضرورة لخلق مناخ ملائم يمكن تحقيقه في وجود سلام دائم. وعن التعاون المصري - الاسرائيلي قال عبيد: "ما سبق ينطبق على هذا التعاون، واعتقد ان مصر لا تمانع في تعاون قائم على احترام الشرعية وسيادة البلاد". وقال رئيس هيئة الاستثمار الدكتور ابراهيم فوزي ل "الحياة" إن الاستثمارات في المنطقة لن تنمو في ظل توتر قائم، واسرائيل منذ مجيء نتانياهو غير جدية في أي اتفاق ومن ثم لا تعاون يمكن ان يكون مع الاطراف المعنية دون تسوية كل القضايا العالقة كون الاقتصاد الجيد ينمو في مناخ سياسي حر. وفي شأن التعاون المصري - الاسرائيلي حالياً ومستقبلاً، أكد فوزي ان التعاون مرتبط برغبة رجال الاعمال كون المشاريع تتبع القطاع الخاص "وأتوقع بعد الاتفاق ألا يهرول رجال الاعمال في مصر في التعاون مع اسرائيل لان مسألة التطبيع الاقتصادي مرتبطة بالمشاعر اكثر من الجدوى الاقتصادية". وكشف ان هناك مشاريع مشتركة كان مقرر اقامتها وتوقف العمل فيها بسبب المناخ المضطرب في المنطقة، مشيراً الى انه يمكن لرجل أعمال اسرائيلي اقامة مشروع في مصر تحت أي جنسية أخرى والسبب ان المصريين لن يقبلوا العمل في مشروع يمتلكه اسرائيلي. وعن المشاريع القائمة حاليا قال: "لإسرائيل مشروعان فقط الأول الدلتا للغزل والنسيج في المنطقة الحرة والثاني مشاركتها في مشروع ميدور لتكرير النفط". واتفق وزير القوى العاملة والهجرة السيد احمد العماوي مع سابقيه على ضرورة التنفيذ الأمين لما اتفق عليه، مشيراً الى أن اسرائيل دائماً ما تنتهك القوانين والاتفاقات. وعن التعاون مع تل ابيب في مجال العمالة نفى العماوي أي تعاون سابقاً وحالياً. وأشار الى أن العمال المصريين يذهبون الى اسرائيل بدعوى السياحة لا عن طريق الوزارة ثم يستقرون هناك للعمل بعيداً عن أي جهة حكومية. وعن التعاون مستقبلا قال: "في علم الغيب". وفي الاطار نفسه قال مصدر في وزارة التجارة إن مصر لن تشارك في اجتماعات اعلان طابا الاقتصادي في حال عقدها، مشيراً الى ان مصر رفضت قبل شهرين استضافة هذه الاجتماعات التي تضم مصر واسرائيل والاردن والسلطة الفلسطينية، لان اسرائيل لم تلتزم تعهداتها السابقة. ومعروف ان اعلان طابا أقر في شباط فبراير عام 1995 في حضور وزراء تجارة الدول الاربع ووزير التجارة الاميركي الراحل رونالد براون بهدف التعاون الاقليمي بين هذه الدول مع ضرورة وجود سلام. الى ذلك قال مصدر رسمي في وزارة البترول المصرية ل "الحياة" إن التعاون الاقليمي رهن بتغيير اسرائيل مواقفها وليس مجرد توقيع اتفاقات. واشار الى ان معاودة المحادثات في شأن تصدير الغاز المصري الى اسرائيل متوقفة على رغم إلحاح تل ابيب غير مرة استمرار المحادثات. وفي شأن اعلان اسرائيل انها اتفقت مع الشركات الاجنبية العاملة في مصر على استيراد الغاز المصري، قال المصدر إن ذلك يأتي ضمن "فرقعة اعلامية" ومناورة سياسية. وقال رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين السيد سعيد الطويل ل "الحياة" إن السلام ضرورة لنمو الاقتصاد، مستبعداً استمرار اسرائيل في تعنتها لان هناك ضغطاً من رجال الاعمال والمستثمرين على الحكومة لتنفيذ تعهداتها مقابل "الامن الاقتصادي".