اعتبرت اوساط السلطة الفلسطينية ان الاتفاق المرحلي الذي وقع في البيت الابيض اول من امس يعكس نجاحاً لاستراتيجية الرئيس ياسر عرفات الذي تمكن من تذليل معارضة الحكومة الاسرائيلية الحالية بزعامة "ليكود" لاتفاقات اوسلو وعملية السلام، كما نجح في تطوير علاقة نامية بين الفلسطينيين والولايات المتحدة. واعتبر الامين العام لرئاسة السلطة الطيب عبدالرحيم ان الاتفاق الذي تم التوصل الىه بعد مفاوضات شاقة ومضنية يتيح للسلط الفلسطينية ان توسع سيطرتها الى ما يشمل 44 في المئة من مساحة الدولة الفلسطينية المقبلة، مشدداً على المكاسب التي انطوى عليها الاتفاق كاطلاق مئات الاسرى، وفتح ممرين يربطان غزة بالضفة الغربية، الى جانب تشغيل مطار غزة الدولي، وانشاء الميناء، وتشغيل المنطقة الصناعية. وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الشؤون البرلمانية في السلطة نبيل عمرو ان الاتفاق، وان كان لا يلبي جميع المطالب الفلسطينية، الا انه يحسن من الوضع الحالي الذي يعيشه الفلسطينيون، ويقربهم من التوصل الى تحقيق باقي حقوقهم. ورأى ان تطبيق الاتفاق الحالي لن يكون من الآن خاضعاً للمزاجية الاسرائيلية، بعد ان انتقل دور واشنطن من رعاية الاتفاقات الى التدخل التنفيذي. وبرز واضحاً امس في ردود الفعل الفلسطينية، تأكيد المسؤولين الفلسطينيين على ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه لا يغيّر في جدول الاعمال الفلسطيني الذي يسعى الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في نهاية المرحلة الانتقالية، وهذا ما اكده وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والذي شارك في مفاوضات واي بلانتشين عندما قال ان الاتفاق الاخير لا يلزم الجانب الفلسطيني بعدم الاعلان عن اقامة الدولة يوم 4 ايار مايو 1999 في نهاية المرحلة الانتقالية، مشيراً الى ان الاتفاق يحدد هذا الموعد ايضاً كنهاية للتفاوض على الحل النهائي. وتجمع الاوساط الفلسطينية على انه من ايجابيات الاتفاق الذي تم التوصل اليه انتهاء وضع الحصار الذي تعاني منه غزة بعد اعادة ربط قطاع غزة بالضفة الغربية والعالم الخارجي والتخفيف من الازمة الاقتصادية التي يُعاني منها الفلسطينيون بعد تسوية بعض الخلافات التي كانت معلقة على هذا الصعيد مع الجانب الاسرائيلي واستعداد الادارة الاميركية للتوجه الى الكونغرس لتحقيق مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية اسوة باسرائيلي ودول اخرى في المنطقة. من جهة اخرى أ ف ب اعتبر اهالي الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ان الاتفاق غير كاف وقرروا مواصلة خطواتهم الاحتجاجية لاطلاق الاسرى من دون تمييز.