وصل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس الى تونس براً في "زيارة صداقة ونقاهة" تستمر أياماً تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي. وتعتبر الزيارة التي لم يعلن عنها من قبل، الأولى التي يقوم بها الزعيم الليبي الى الخارج منذ الحادث الذي تعرض له قبل أشهر وأدى الى اصابته بكسر في الفخذ. وأفادت مصادر مطلعة ان الرئيس بن علي وجه دعوة للقذافي لزيارة تونس لدى زيارته الأخيرة للعاصمة الليبية في اب اغسطس الماضي. ورأى مراقبون أن الاستقرار الذي تشهده العلاقات التونسية - الليبية وتكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين يساهم في تخفيف حدة الاندفاع الليبي لاستبدال العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي بعلاقات متينة مع افريقيا. واستقبل القذافي لدى وصوله الى الحدود التونسية وزير الداخلية علي الشاوش. ويتوقع ان تتركز المحادثات التي سيجريها مع بن علي على آفاق تطوير التعاون وأوضاع الاتحاد المغاربي الذي كان الجانبان التونسي والليبي أعلنا رغبتهما في تنشيطه واجراء مشاورات مع العواصم المغاربية المعنية لرفع العقبات من طريق عقد القمة المغاربية المرجأة منذ العام 1995 والمقرر أن تستضيفها الجزائر. إلا أن انشغال الجزائريين بإعداد الانتخابات الرئاسية المبكرة في الثلث الأول من العام المقبل يجعل استضافة القمة غير وارد في الأمد المنظور. كذلك يتوقع أن تشمل محادثات القذافي - بن علي تطورات أزمة لوكربي. ولوحظ أن الزعيمين كثفا تبادل الرسل في الأسابيع الأخيرة في علاقة بتفاعلات الأزمة. إذ أوفد الرئيس بن علي وزير خارجيته سعيد بن مصطفى الى الزعيم الليبي، فيما أرسل الأخير أحد كبار معاونيه الرائد الخويلدي الحميدي أخيراً الى الرئيس التونسي حاملاً رسالة قال الحميدي ان لها علاقة بمستجدات أزمة "لوكربي". وتزامنت زيارة القذافي لتونس مع اجتماع اللجنة التجارية المشتركة في تونس أمس برئاسة وزير التجارة منذر الزنايدي وأمين وزير الكهرباء والمعادن الليبي فتحي عزوزة. ورجحت مصادر تونسية أن يطغى على زيارة الزعيم الليبي طابع النقاهة.