بدأت طائرات الاستطلاع غير المسلحة التابعة لحلف شمال الأطلسي أول من أمس طلعاتها فوق اقليم كوسوفو، فيما وصلت طلائع الخبراء الأوروبيين تمهيداً لانتشار المراقبين في الاقليم. واكدت مصادر ديبلوماسية ان اكثر من نصف عدد القوات الصربية التي شاركت في الهجمات الأخيرة على التجمعات السكانية الألبانية انسحبت من الأماكن الريفية في كوسوفو في حين أخذ النازحون يعودون الى ديارهم. من جانبه هدد جيش تحرير كوسوفو بإنهاء الهدنة التي أعلنها اذا استمرت القوات الصربية في اعتداءاتها، بينما اعتبر رئيس وفد التفاوض الألباني فهمي اغاني ان اتفاق هولبروك - ميلوشيفيتش لا يحل أزمة الاقليم. وأعلن في بلغراد امس ان ميلوشيفيتش استلم رسالة من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان تضمنت الترحيب باتفاق التسوية السلمية في شأن كوسوفو. وأعرب انان عن أمله بأن "يؤدي الاتفاق الى نجاح المساعي المبذولة لحل أزمة كوسوفو". ونقلت اذاعة بلغراد عن مصادر ديبلوماسية غربية ارتياحها الى مهلة العشرة أيام التي اعطاها الحلف الاطلسي اعتباراً من أمس لسحب القوات الصربية باعتبارها "ستمنح فرصة كافية لكل الاطراف للتأكد من امتثال الصرب للمطالب الدولية المتفق عليها في شأن انهاء أزمة كوسوفو". وبدأت الطائرات الاستطلاعية للحلف الاطلسي امس التحليق فوق كوسوفو لمراقبة التقيد بوقف النار ومدى انسحاب القوات الصربية من الاقليم. ووصلت الى بلغراد امس طلائع المراقبين الأوروبيين لوضع الترتيبات اللازمة لانتشار بعثة الاشراف الأوروبية على تنفيذ اتفاق السلام في كوسوفو، وستتكون البعثة من ألفي عنصر ينتشرون في انحاء الأقليم ولهم صلاحيات كاملة للتحرك والمراقبة. واكدت مصادر المراقبين الديبلوماسيين للأوضاع في كوسوفو ان حوالى 15 ألف عنصر من القوات الصربية التي شاركت في العمليات ضد القرى الالبانية غادرت المواقع التي كانت تتمركز فيها. وشوهدت امس قوافل عسكرية مكونة من أكثر من 200 عربة مصفحة وشاحنة نقل مواد وجنود وهي تغادر اقليم كوسوفو الى صربيا. وأفاد الناطق باسم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بريشتينا ان عدداً من اللاجئين عادوا الى قراهم، فيما يستعد آخرون للعودة "بعد الضمانات التي قدمتها اليهم منظمات الإغاثة الدولية بعدم تعرضهم لمضايقات صربية وانه ستقدم لهم المساعدات العاجلة لإصلاح منازلهم وتجاوز قساوة الشتاء".