حان موعد العودة الى المدرسة. كيف تتحضرين لإدخال أطفالك، خصوصاً إذا كان بينهم مراهق، علماً ان التنسيق والعمل الجاد هما الأساس لينجح في السنة الدراسية؟ إليك بعض النصائح التي يجب اعتمادها مع المراهق. المراهق يفكر في رفاق صفه أكثر مما يفكر في كتبه، وليس من السهل إفهامه إذاً أنه سيجد نفسه، من دون أي جهد، يوماً ما من دون شهادة. ويجب خصوصاً تحاشي الترداد أمامه بضرورة إتمام فروضه. فالخبراء يجمعون على أن ذلك يضر أكثر مما ينفع. لذلك أظهري له اهتمامك بدروسه وسعادتك وكبرياءك عندما يتممها. وهكذا إذا لم يعمل لينجح في حياته وهو كلام مبهم بالنسبة إليه فعلى الأقل سيفعل ذلك لإرضائك والشعور بحبك وحنانك. ثم إن مفكرته المدرسية سلاح في يدك، فتشي فيها بين الحين والآخر حتى لو لم يطلب منك ذلك، ومن دون أن يعني هذا مراقبته أو التجسس عليه، بل مساعدته في ترتيب عمله. انتبهي الى "الفروض الكبيرة" التي يجب تسليمها بعد أسبوع أو أسبوعين، من مثل الأبحاث التي يجب ألا ينتظر اللحظة الأخيرة لإتمامها! ومثلاً إذا كان عليه أن يقرأ كتاباً ويلخصه، ضعي له برنامجاً بعدد الصفحات التي يجب قراءتها كل ليلة. وهو أمر سيحثه على العمل. أما في شأن الدروس فيجب أن يحفظ أمثولاته يوماً فيوماً، وإلا تراكمت عليه حتى يوم الإمتحان فيعجز عن استيعابها. علميه أن يقرأ دروسه، وأن يسطّر تحت الأفكار المهمة، وأن يبحث في القاموس عن الكلمات الصعبة، وأن يدوّن ما حفظه. وإذا كان لديك متسع من الوقت، من دون ان يصبح ذلك عادة، ناقشيه في ما قد حفظ للتو، وبذلك ترينه مدى اهتمامك بعمله. ولا تنسي أن التسلية ضرورية. إذا أراد أن يمارس رياضة أو هواية ما، من مثل الموسيقى أو المسرح، فذلك أفضل. فهو يحتاج الى التفكير في غير الدروس والفروض. المهم أن تتركيه يختار ما يحب. ويجب ألا تتعدى هواياته الاثنتين وإلا أصبح وقته مأخوذاً كله. وحددي له ساعات مشاهدة التلفزيون. ما إن يعود من المدرسة قد تجدينه منجذباً الى الشاشة الصغيرة ومسمّراً أمامها. وهو ليس الوحيد المعتاد ذلك. فكل الدراسات والإحصاءات تؤكد أن شباب اليوم يقضون معدل 10 ساعات أمام الشاشات الصغيرة في الأسبوع. لعلهم في حاجة الى هذه "الفرصة" الصغيرة قبل البدء بدروسهم. فاتفقي معه على اختيار برامج معينة واتركيه يتابعها مرتاحاً، وبعدها عليه أن ينتقل الى دروسه. تبقى الكتب وهي أساسية للنجاح، ليس فقط في مجالي الإنشاء والقراءة، بل في الحياة عموماً. فحتى لو بدأ يهتم بالكتب المصورة، وهذا أمر جيد، من دون أن تنتقدي ذوقه، قدمي إليه بين الحين والآخر مجلة علمية لعله يجد فيها مادة لموضوع يعرضه في الصف. وحتى عند اختيارك الكتب، فكري في ما يهم المراهقين ككتب الخيال العلمي وروايات المغامرة أو القصص البوليسية والمشظوقة.