يلتقي الرئيس حسني مبارك اليوم وفد الأعضاء العرب في الكنيست البرلمان الاسرائيلية عددهم 12 للبحث في سبل تحريك عملية السلام على مساراتها العربية، بما فيها المساران السوري واللبناني المجمدان منذ تولي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السلطة في أيار مايو 1996. ووصل الاعضاء العرب في الكنيست الى القاهرة امس في اول زيارة من نوعها تضمهم جميعاً، وذلك تلبية لدعوة من وزارة الخارجية ومجلس الشعب البرلمان، وتستمر ثلاثة ايام. وشدد الدراوشة، الذي اقترح هذه الزيارة خلال زيارته القاهرة في آب الماضي، على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من كل الاراضي المحتلة عام 1967. ولفت الى تطابق مواقف عرب اسرائيل والمواقف العربية خصوصاً المصرية تجاه عملية السلام وحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. واوضح في تصريحات ادلى بها لدى وصوله الى القاهرة ان إسناد حقيبة الخارجية الاسرائيلية لأرييل شارون يكشف توجهات نتانياهو، وقال ان الاخير"يحتاج دعم شارون في شأن المرحلة الثانية لإعادة الانتشار في الضفة الغربية وفق المبادرة الاميركية والمحادثات الجارية الآن في واي بلانتيشن". وزاد ان الوفد "سيطالب مبارك بتقديم الدعم لعرب اسرائيل لتوثيق علاقاتهم مع الدول العربية، وقبول الطلاب من عرب 1948 في الجامعات المصرية وتبادل الزيارات والوفود". وذكر ان الاعضاء العرب في الكنيست يمثلون نسبة 10 في المئة من نوابها 120 عضواً "تمكنهم من التأثير في القرارات والمواضيع التي تصادق عليها الكنيست". والتقى الوفد امس وزير الخارجية المصري عمرو موسى ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب الدكتور محمد عبدالله، وسيزور اليوم مجلس الشعب ويلتقي رئيسه الدكتور احمد فتحي سرور بعد محادثاته مع مبارك. وشرح موسى، خلال لقاء الوفد، الدور المصري في عملية السلام ونتائج الاتصالات المصرية وتنسيق المواقف مع الاردن وسورية ولبنان والفلسطينيين، وما تحقق في الاتصالات المصرية - الاسرائيلية. واتفق الجانبان على ضرورة استغلال الفرصة المواتية لتحقيق السلام، وحذرا من ان إضاعتها "ستقود المنطقة الى وضع خطر ودوامة من العنف، وتزيد التوتر بين اسرائيل وجاراتها". وتطرق اللقاء الى الدور المصري لمعالجة الازمة السورية - التركية وتجنيب المنطقة مواجهات جديدة. ونوّه رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست عبدالمالك دهاشة بالجهود التي بذلها مبارك ووصفها بأنها "خطوة مهمة لحقن الدماء الاسلامية". ولم يستبعد وجود دور اسرائيلي في إثارة الازمة على خلفية التعاون العسكري التركي - الاسرائيلي الذي اعتبر انه "لا يبشر بالخير". ودعا تركيا الى "تغيير سياستها وان تعي انها دولة شرقية رفضها الغرب". والتقى سفير فلسطين في القاهرة زهدي القدرة وفد الكنيست، وقال ل "الحياة": "لولا جهود الرئيس مبارك والمسؤولين السياسيين لاستمر تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي في مواقفه".