أعلنت مصر والجامعة العربية تأييدهما التحركات التركية لتسوية الأزمة بين سورية والعراق، وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: « إننا ننفتح بالكامل على أي جهد تركي يبذل، لمساعدة العراق وسورية لتسوية أي مشكلة قد تنشب بينهما، كما نسعى دائماً إلى مساعدة تركيا في أي محاولة للانفتاح على القارة الأفريقية». جاء تصريح أبو الغيط عقب استقبال الرئيس حسني مبارك وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الذي أبلغ مبارك اعتزام بلاده فتح عشر سفارات تركية جديدة في أفريقيا. وأكد أبو الغيط ترحيب مصر بأي «جهد تركي في هذا الإقليم لأننا نرى أن تركيا جزءاً منه وبأي جهد تبذله تركيا للم شمل الإقليم والوصول إلى التهدئة والاستقرار والسلام». إلى ذلك أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فى تصريحات صحافية أمس أن الجامعة «تقوم بدور كبير وجهد واضح لمعاجلة الأوضاع بين العراق وسورية». وقال إنه «على اتصال بوزيري خارجية البلدين»، وشدد على «دعم الجامعة لأي جهد آخر يبذل لاحتواء الأزمة». ونفى موسى، بعد لقائه داود أوغلو، تعارض التحرك التركي مع دور الجامعة وقال: لا تنافس في هذا بيني وبين السيد أوغلو، إنما الأمور يجب أن تدار بحكمة فإذا كان هناك من يسعى يجب أن يعطى الفرصة في مساعيه». وأعلن أن «العلاقات بين سورية والعراق ستكون على رأس جدول أعمال الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في التاسع من الشهر الجاري، مشيراً إلى أنه وجه دعوة إلى وزير خارجية تركيا لحضور الإجتماع. وقال إن وجوده «سيكون له أهمية فبيننا وبين تركيا الكثير من التعاون وأي مسعى لها فاحتواء المشاكل القائمة بين جاريها العراق وسورية يضيف إلى الجهد العربي». وكان وزير الخارجية التركي صرح بأنه عرض على مبارك رؤية بلاده إلى الوضع بين العراق وسورية وجهود المصالحة الفلسطينية والقضية اللبنانية، مشدداً على أن أنقرة «جزء أصيل من هذه المنطقة يربطها بها تاريخ مشترك فضلاً عن الكثير من الروابط مع شعوبها، وبالتالي فإن اهتمام تركيا بالمساهمة في تحقيق السلام أمر طبيعي، لا سيما أن هذا السلام إنما يصب في نهاية المطاف في مصلحة تركيا ومصلحة دول المنطقة كافة»، وأعرب عن اعتقاده بأن «السلام في هذه المنطقة لا يمكن أن يأتي إلا من أبنائها أنفسهم، سواء على مستوى الشعوب أو القيادات السياسية وبالتالي فإن أي حديث عن دور تركي متزايد لا يرتبط بأي قضايا أخرى سواء تعلق الأمر بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي أو غير ذلك». وقال إن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «هدف استراتيجي لتركيا لا تزال تعمل على تحقيقه وبغض النظر عن مساعيها في ساحات أخرى أوروبية أو آسيوية أو غيرها فإنها عاقدة العزم على أن تستمر في بذل كل جهد لمصلحة هذه المنطقة خصوصاً. إننا لا نشعر مطلقاً أننا غرباء». ورداً على سؤال عن الوساطة بين العراق وسورية، قال إنه «ليس وسيطاً بين البلدين». لأنه لا يرى أن «سورية والعراق طرفان وإنما دولتان شقيقتان.