عندما يرسم الطفل فإنه يعبر عن أحاسيسه وعن أسراره الصغيرة، فكيف يمكن قراءة تحفته الرائعة؟ عند بلوغه الثالثة، يضع الطفل أول رسم حقيقي. فهو يترك الخربشات ليرسم "الرجل الضفدع": دائرة كبيرة تمثل الرأس والجسم وأربعة خطوط لليدين والرجلين. وعندما يكبر قليلاً يزيد بعض التفاصيل مثل الفم والعينين. وفي نحو السادسة سيكتمل معه الرجل الذي يرسمه. وهكذا سيبدأ فناننا الصغير برسم بيته والأشجار والأزهار... إلخ. ورسومه وليدة مخيلته أكثر منها صوراً من الواقع. وهي تساعد في اكتشاف عالمه الداخلي، وعليه فإن علماء النفس يعطون بعض النصائح لاكتشاف الطفل من خلال رسومه. - طريقة الرسم تكشف طباعه، فالخجول يضع خطوطاً رفيعة، فيما الديناميكي يخط بقوة على قلمه. الحالمون يفضلون الخطوط المقوسة والأشكال الناعمة دوائر تمثل دخان المدخنة، وبعكسهم الواقعيون الذين يفضلون الزوايا والخطوط المستقيمة التي يرسمونها بالمسطرة كالأشجار المسننة. - مكان الرسم على الورقة يظهر أين يضع الطفل نفسه وسط محيطه. فإذا رسم على يسارها، فهذا يعني تعلّقه بالماضي وبوالدته، أما على يمينيها فيعني المستقبل والوالد. الخطوط المتجهة الى أعلى تمثل أحلامه، والمتجهة الى أسفل حياته اليومية. والطفل الذي يرسم في وسط الصفحة مرتاح وسعيد في حياته. - لغة الألوان: إذا كان منفتحاً وانفعالياً فسيستعمل ألواناً زاهية وحميمة كالأصفر والبرتقالي والأحمر. أما إذا كان ناعماً ولطيفاً فيفضل الألوان الهادئة. واستعمال الأزرق في سن السادسة معناه أنه يفضل ألا يبقى طفلاً. - الرموز: الماء والمنزل والشمس والحيوانات هي المواضيع المفضلة لدى الفنان الصغير. فإذا رسم هراً أو كلباً فكأنه يمثل نفسه. فالحيوان الأليف الذي يلقى رعاية يرسمه كثيراً الأطفال الذين يحبون ان يتدللوا. ويمثل المنزل دفء العائلة والإنفتاح على العالم. وتدل النوافذ المفتوحة على التوازن لدى الطفل. أما الشمس فتمثل الأب، والماء الأم. وشعاع الشمس الذي يرسمه الطفل على شكل تاج يعني أن علاقته بوالده جيدة. - العائلة: المظهر والحجم اللذان يعطيهما الطفل لكل فرد من أفراد عائلته يمثلان أهميته بالنسبة إليه. وإذا أبعد البعض فهذا لا يعني أنه لا يحبهم. فالغيرة قد تؤدي دورها هنا. فمثلاً إحدى الفتيات الصغيرات رسمت شقيقتها على ورقة، ورسمت نفسها وحدها مع أبويها.