تهدد خلافات ظهرت بين اطراف "التحالف الدولي من أجل السلام" إعلان كوبنهاغن استمرار نشاطه وعقد مؤتمر دعت اسرائيل الى تنظيمه في القدسالشرقية في آذار مارس المقبل، وذلك بعد إصرار الجانب المصري على تأجيله الى نهاية العام. ورأى العضو المصري البارز في التحالف السيد لطفي الخولي في تصريح الى "الحياة" إن عقد المؤتمر يتطلب تحضيرات واسعة على كل الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية ستستغرق سنة على الاقل. وقال: "نريد مؤتمراً حقيقياً يناقش قضايا حقيقية ويصل الى وثيقة مشتركة تحدد مفاهيم السلام وتنبثق عنه آلية للعمل على كل الساحات". خلافات مصرية اسرائيلية وعلمت "الحياة" أن خلافات سياسية واسعة بين المصريين وبعض الاسرائيليين من أعضاء التحالف كانت السبب في انسحاب الخولي من اجتماع غير عادي عقده التحالف في القاهرة الشهر الماضي لمناقشة تباينات وجهات النظر بين الاعضاء. وقال مصدر مطلع ان بعض اطراف الجانب الاسرائيلي يتهم المصريين بالضغط علىهم في الجوانب السياسية والاكتفاء بممارسة الضغوط على حكومة بنيامين نتانياهو وتجاهل كل الاقترحات المتعلقة بإقامة علاقات شعبية بين الفئات المختلفة في البلدين، فيما يطالب الجانب المصري باقامة تحالف سياسي يخلق أرضية لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة ليصبح البحث في التعاون في كل المجالات ممكناً عندئذ. ولفت المصدر إلى أن الخلاف الحقيقي على معنى التطبيع. إذ يسعى بعض الاسرائيليين الى اقامة علاقات شعبية واسعة عبر التحالف بدعوى المتخوفين من عملية السلام، غير أن المصريين لا يقبلون اقامة علاقات شعبية في الوقت الحالي اذ يعتبرون مجرد الحوار مع الجانب الاسرائيلي بمثابة خطوة ايجابية تؤكد قبول وجود الدولة ولا يمكن تطويره قبل الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة. وعُلم أن الجانب المصري في التحالف طالب وزارة الخارجية الدنماركية بإجراء تحقيق في شأن اتفاقها مع الاسرائيليين على عقد لقاء شعبي في كوبنهاغن يشارك فيه صحافيون مصريون من دون علم كل أطراف التحالف التي اعتبرت أن هذا الاجراء يعني ان الاطراف الاخرى لديها تصور مخالف لما تم الاتفاق عليه بين اطراف الاعلان، ما دفع أحد الاعضاء المصريين البارزين للقول ل "الحياة": "إنها طعنة من الخلف مقصود بها تسميم الفكرة، والأمر يتطلب وقفة لتوضيح الموضوع من جديد".