توقع المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز في ندوة نظمتها كلية السياحة والفنادق التابعة لجامعة حلوان تشكيل حزب اسرائيلي جديد يتسم بالاعتدال ويكون قادراً على استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، وقلل من شأن مقولة الغزو الثقافي الإسرائيلي لمصر، ودعا الإدارة الأميركية الى تعديل مواقفها حيال الشرق الأوسط. ولفت إلى أهمية وضع ضوابط للعلاقات بين مصر وإسرائيل وعدم القبول بأي شيء يمكن أن يشكل ضرراً على المصلحة القومية لمصر وللدول العربية الشقيقة، مؤكداً تطابق المصالح المصرية والعربية. وقلل من مخاوف حدوث غزو ثقافي إسرائيلي لشباب مصر، موضحاً ان لمصر ثقافتها العريقة القادرة على مواجهة أي محاولة للغزو الثقافي. وقال: "ان مصر تتابع مواقف إسرائيل من عملية السلام حتى لا يتحول الأمر من السعي إلى السلام والحفاظ عليه إلى مجرد الحديث عن السلام"، مشيراً إلى أن الصراع العربي - الإسرائيلي ليس صراع وجود أو صراع حدود بل هو صراع حقوق. وزاد أن كل طرف من اطراف النزاع يحاول أن يحصل على حقوقه ولا بد أن ينتهي الأمر بتوقيع معاهدات سلام آجلاً أو عاجلاً. واعترض على مقولة ان الصراع العربي - الإسرائيلي هو صراع بين مسلمين ويهود وقال "هو صراع سياسي ناجم عن ظهور الحركة الصهيونية في أوروبا التي طالبت بإنشاء كيان إسرائيلي في المنطقة العربية لحل مشكلات اليهود في اوروبا". وانتقد ما اعتبره نقاط خلل في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وقال "تبني الولاياتالمتحدة لفكرة التفوق العسكري الإسرائيلي يخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة"، ودعا الجانب الأميركي الى التفكير في تغيير مواقفه. وتطرق إلى القوة النووية الإسرائيلية، وقال "إن التوصل إلى اتفاقات سلام بين إسرائيل والدول العربية المعنية بعملية السلام سيتبعه تصفية البرنامج النووي الإسرائيلي الذي يتعارض مع السلام ويشكل خللاً في التوازن في المنطقة ويشجع البعض على امتلاك أسلحة كيماوية أو غيرها من اسلحة الدمار الشامل". مشيراً إلى أن العالم يسير في اتجاه التخلص من السلاح النووي، وعلى اسرائيل الالتزام بذلك. وعن التغييرات في داخل إسرائيل، قال ان "اسرائيل تشهد الآن - وبرغم تفتيت حزب ليكود الحاكم، تحولاً ايديولوجيا داخلها يطالب بضرورة العمل من اجل تحقيق السلام والتعايش مع الشعوب، وقد يؤدي هذا التوجه إلى قيام حزب جديد مقبول في إسرائيل"، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة في اسرائيل أوضحت أن أكثر من 50 في المئة من الشعب الإسرائيلي يوافقون على قيام الدولة الفلسطينية، ويطالبون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتغيير سياساته المتشددة تجاه العملية السلمية. واستبعد امكانية أن تكون إسرائيل في وضع يمكنها من السيطرة على المنطقة او التغلغل فيها، وقال: "ليس هناك أسهل من تحجيم دور إسرائيل في المنطقة"، مشيراً إلى ان مؤتمر الدوحة الاقتصادي لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا يعد خير دليل على ذلك. وفي ما يتعلق بالتحالف التركي - الإسرائيلي، قال ان "مصر تابعت هذا التطور عن كثب واستوضحت هذا الأمر من كل من إسرائيل وتركيا اللتين اوضحتا أن ما حدث ليس تحالفاً ضد أي دولة عربية في المنطقة"، وتابع "برغم التوضيحات الأميركية، إلا أن مثل هذا التعاون العسكري في الوقت الراهن يشكل خطأ بالغاً سواء كان حلفاً أو شبه حلف". وعن العلاقات بين مصر وقطر قال الباز "إن أية خلافات في السياسات هي مسألة وقتية ومصر دولة كبيرة وترى أن مسألة انهاء عقود المصريين العاملين في قطر لن تكون وسيلة للضغط عليها"، مشيراً إلى أن "هؤلاء المصريين هم خبرات تسهم في تحقيق التنمية في الدول الشقيقة". ودعا إلى ضرورة ألا يمتد اختلاف وجهات النظر إلى انهاء العقود، وقال ان "مصر لا تريد أن تتعمق شقة الخلاف".