أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الاحد 8 أغسطس 2010 مقالا لروز آران، المحلل الأمريكي المقيم بالقاهرة، أكد فيه أن انسحاب الرئيس حسني مبارك من المشهد السياسي -أيا ما كانت الأسباب- لن يحدث تغييرا جذريا، حيث إنه أسس نظاما قويا خلال فترة حكمه التي تمتد إلى 29 عاما. وقال آران إن مصر مقبلة على تغيير حتمي، وإن سيناريوهات ما بعد مبارك متعددة، حيث لفت إلى أن العديد من المراقبين يرجحون أن تشهد سياسات مصر الداخلية تغييرات عميقة، بينما يرجح آخرون -وكثير ما يخشى إسرائيليون- أن تتغير تحالفات مصر الدولية مستقبلا. وأشار آران إلى أن السيناريو الأكثر احتمالا هو خلافة جمال مبارك لأبيه، وخصوصا بعد ظهور ملصقات ينشرها، ما أطلق على نفسه "الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك"، لمساندته لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، حيث إنه يرأس لجنة السياسيات بالحزب الوطني الحاكم، وعضو بالمجلس الأعلى للحزب الذي يختار مرشحه للانتخابات الرئاسية. كما لفت إلى ترجيح بعض الخبراء عادة احتمالية تولي عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية الرئاسة، حيث لديه سجل طويل من التعاون الوثيق مع الغرب، فضلا عن تعامله مع المسائل الدبلوماسية والأمنية الأساسية، مما يرجح تمتعه بثقل داخل دائرة الرئيس. من جانب آخر، أكد آران أن الحرس القديم في الأجهزة الأمنية ورجال الجيش لا يزالون أقوياء، كما أشار إلى أن بعض السيناريوهات توقعت أن يحل سليمان محل مبارك ويدير البلاد إلى حين اكتساب جمال مزيدا من الخبرة وتعزيز أوراق اعتماده لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية. وأشار الكاتب إلى أن محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان قد أثار ضجة بداية العام، لاحتمال أن يصبح مرشح المعارضة، غير أن أمامه عوائق سياسية وقانونية هائلة ليتمكن من الترشح للرئاسة، مضيفا أن استمرار البرادعي في المشهد السياسي -على الرغم من استقلاله- اختبر حدود النظام. وطرح الكاتب إمكانية ترشح السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، مضيفا أنه على الرغم من أن برنامجه يدل على أنه سوف يتراجع عن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، فإن فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية منعدمة. وأخيرا وجه الكاتب كلامه إلى جميع الإسرائيليين المتخوفين من حدوث فراغ سياسي وتذبذب لدينا أو حتى صدع في "سلام الأمر الواقع" مع تل أبيب، مؤكدا أن السيناريوهات المحتملة لخلافة مبارك لن تحمل معها أية صدمات، حيث إن تقوية الرئيس مبارك لحزبه الحاكم وجهازه الأمني خلال 29 عاما الماضيين، ترك خلفه مؤيدين يحافظون على ميراثه.