بغداد، واشنطن - رويترز - اكدت الولاياتالمتحدة مجدداً عزمها على مواصلة سياستها المتشددة مع العراق رغم انتقادات دول تعتبر ان هذه السياسة فشلت وأصابت مجلس الأمن بالشلل. ودان العراق امس الولاياتالمتحدة لاصرارها على سياستها المتشددة، واعتبر ان ذلك سيسبب لواشنطن "مزيداً من العزلة والفشل". وقال ناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام في بيان نقلته "وكالة الأنباء العراقية" ان مثل تلك السياسة "الخاطئة" عزل الادارة الأميركية إذ يرفض المجتمع الدولي "العدوان" على العراق وابقاء العقوبات "الظالمة". وحض الادارة الأميركية على مراجعة سياستها "العدائية" ضد العراق على ان تجنح الى "منطق الحوار والتفاهم المتبادل لحل كل القضايا العالقة". وقال جيمس روبن الناطق باسم الخارجية الأميركية في وقت متقدم ليل الاثنين ان "النظر الى هذه المسألة يتعاظم ثم يتلاشى، وعلى مر السنين سادت أوقات سئلت فيها الولاياتالمتحدة هل ستعدل سياستها بسبب تعاظم حماسة بعض الدول ثم تلاشيها". وأضاف: "لن نعدل سياستنا لأننا نعتقد ان العراق يمثل تهديداً خطيراً بالنسبة الى المنطقة". وأشار الى ان العراق غزا الكويت عام 1990، مؤكداً ان العراقيين "عازمون على عرقلة ارادة المجتمع الدولي برفض كشف ما فعلوا في ميدان صنع أسلحة الدمار الشامل، ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن". وزاد: "في الوقت الذي قد تتسع حماسة بعضهم وتتلاشى فإن عزم الرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ثابت" في التمسك بنهج متشدد مع العراق. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان ديبلوماسيين في الأممالمتحدة وخبراء مستقلين يعربون عن قلقهم من الضرر الذي تلحقه هذه المسألة بالمجلس الذي يرى بعضهم انه غير فاعل. وأصبحت روسيا والصين، العضوان الدائمان في المجلس، اكثر انتقاداً لعدم احراز تقدم نحو رفع الحظر الدولي المفروض على العراق منذ غزوه الكويت. الى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ان طائرة استطلاع أميركية من نوع "يو 2" حلقت فوق العراق لأكثر من أربع ساعات في أول أيام العام الجديد من دون ان يتم اعتراضها. وأوضح اللفتنانت كولونيل بات سيفيغني ان الأممالمتحدة أبلغت السلطات العراقية ان طائرة الاستطلاع ستحلق مجدداً فوق العراق قبل 11 كانون الثاني يناير الجاري. وكانت الولاياتالمتحدة وضعت الطائرة في تصرف اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، لاستخدامها في عمليات التفتيش. وطلبت بغدادمرات وقف تحليق هذه الطائرات في أجواء العراق وهددت باسقاطها، وشددت واشنطن على ان خطوة من هذا النوع ستعتبر مثابة اعلان حرب.