أكدت الحكومة الأردنية ان ديبلوماسياً في السفارة العراقية في عمان تعرض صباح امس لمحاولة اغتيال فاشلة فيما كان يهم بالتوجه بسيارته الى مبنى السفارة في احد احياء العاصمة الأردنية. ولم يصب المستشار التجاري في السفارة بأذى. وقال وزير الاعلام الأردني بالوكالة السيد ناصر اللوزي ان الديبلوماسي عبدالرحيم طاهر تعرض لمحاولة اعتداء من قبل شخصين كانا في سيارة مسرعة، اطلق احدهما النار على سيارته. وأكد ان الديبلوماسي لم يصب بأذى وان الرصاصة الوحيدة التي اطلقت في اتجاهه اصابت مقدم سيارته. وقدم الديبلوماسي العراقي شكوى لدى الجهات الأمنية الأردنية عرض فيها تفاصيل محاولة الاعتداء التي نفذها شخصان كانا في سيارة من نوع "هيونداي" وردية اللون، تحمل لوحة أرقام سياحية. وأكد وزير الاعلام بالوكالة ان الجهات الأمنية تحقق في الحادث لاعتقال المهاجمين في أول حادثة من نوعها يتعرض لها ديبلوماسي عراقي في عمان. وجاءت محاولة الاغتيال الفاشلة بعد اعدام السلطات العراقية أربعة اردنيين في بغداد بتهمة تهريب قطع غيار سيارات، ما أثار ردود فعل غاضبة في عمان. وفي سياق ردود الفعل طُرِد سبعة ديبلوماسيين عراقيين من السفارة في عمان واستدعي رئيس البعثة الديبلوماسية الأردنية في بغداد عادل سويدان. ودان الملك حسين بشدة اعدام الأربعة، وأصدر مجلسا النواب والاعيان في الأردن وعدد من الاحزاب والهيئات الشعبية بيانات نددت بالاعدامات وطالبت بالافراج عن بقية الأردنيين المعتقلين في السجون العراقية. ولم تستبعد مصادر أردنية مطلعة ان يكون الانتقام هو الدافع وراء محاولة الاعتداء على الديبلوماسي العراقي في عمان امس. وتأتي هذه المحاولة فيما تجرى محادثات رسمية بين الحكومتين الأردنيةوالعراقية للبحث في تسوية اوضاع مئات من الأردنيين معتقلين في العراق، تطالب عمان باطلاق 140 منهم على الأقل. وكشف اللوزي ان وزير الداخلية العراقي محمد زمام عبدالرزاق سلم الخميس الماضي ملفاً بأسماء الأردنيين المعتقلين في بلاده، وذلك لرئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالسلام المجالي، وحضر اللقاء في عمان وزير الداخلية السيد نذير رشيد. وكان عبدالرزاق توقف في الأردن في طريقه الى تونس لحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي يبدأ اليوم. وقال السفير العراقي في عمان نوري الويس ان العراق سلم "ملفاً كاملاً يتضمن قوائم بأسماء السجناء الأردنيين في العراق، وعددهم 69 سجيناً، والعراقيين الموقوفين والسجناء في الأردن وعددهم 121 شخصاً". وكان مصدر أردني مأذون له اكد وجود اكثر من سبعمئة معتقل اردني في العراق، مشيراً الى ان بغداد لم تعترف بوجودهم بعد. ويتوقع ان يزور وفد برلماني اردني العاصمة العراقية الأسبوع المقبل في محاولة لاقناع السلطات هناك باطلاق المعتقلين الأردنيين. وليس معروفاً هل تعطل محاولة اغتيال الديبلوماسي العراقي امس المفاوضات الجارية لاطلاقهم. يذكر ان التوتر في العلاقات بين عمانوبغداد بعد اعدام الأردنيين الأربعة لم يحل دون تجديد صفقة وقعت الأسبوع الماضي لاستيراد الأردن نفطاً عراقياً بأسعار تفضيلية للعام 1998، مقابل تصدير مواد غذائية وأدوية اردنية الى العراق.