شيع نحو مئتي عراقي وأردني أمس جثمان القائم بأعمال السفارة العراقية في عمان حكمت الهجو وزوجته المصرية ليلى اللذين قتلا ذبحاً ليل السبت - الأحد الماضي مع ثلاثة عراقيين آخرين ومواطنين مصريين في هجوم نفذه أربعة عراقيين مجهولي الهوية على منزل يعود الى رجل أعمال عراقي يقيم في عمان. ورجحت التحقيقات وقوف أحد مراكز القوى في العراق وراء المجزرة. وشارك نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية بالوكالة الدكتور عبدالله النسور والسفير العراقي السيد نوري اسماعيل الويس في تشييع الجثمان، فيما ارسل الملك حسين اكليلاً من الزهر الى منزل السفير العراقي الذي انطلقت منه مسيرة خلف الجثمانين اللذين نقلا الى منزل القتيل قبل ان ينقلا براً الى بغداد. وتخللت التشييع صيحات "الله أكبر" التي أطلقها ذوو الديبلوماسي العراقي. وشوهد بعض أقارب الهجو وزوجته يبكي وراء النعشين. ونقل أمس جثمان رجل الأعمال العراقي نمير اوجي الى بيروت في طائرة خاصة يملكها شقيقة رجل الأعمال نظمي اوجي الذي حضر الى عمان قادماً من لندن يوم الأحد الماضي. ومن المتوقع أن تستكمل مراسم دفنه هناك حيث كان يقيم مع زوجته. وقتل في المذبحة أيضاً سامي جورج توما، صاحب المنزل الذي كان مسرحاً للهجوم، وصادق سليم صادق، أحد معارفه العراقيين، وحارس المنزل وصديقه الذي كان يزوره وكلاهما من التابعية المصرية. وفيما استنكر رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي المذبحة التي تعرض لها ثمانية أشخاص في احدى ضواحي العاصمة، لم يعلق العاهل الأردني على الحادث الذي يعتبر الأول من نوعه ضد ديبلوماسي في عمان. وكانت عائلة عراقية تعرضت للذبح بالطريقة نفسها في منطقة جبل الحسين في العاصمة قبل ثلاث سنوات، وتمكن المنفذون من الهرب الى بغداد باستثناء شخص واحد قبض عليه. وكان ملفتاً ان الشعارات التي كتبت على الحائط في مكان تنفيذ تلك الجريمة تشبه تلك التي تركت على جدران فيلا سامي جورج توما. وفرضت السلطات الأمنية الأردنية حظراً على سفر الديبلوماسيين العراقيين المعتمدين لدى المملكة بعدما كانت منعت أربعة ديبلوماسيين من مغادرة اراضيها بعد ساعات من المذبحة كانوا في طريقهم الى بغداد عبر الحدود البرية. كما منعت كل حملة الجنسية العراقية من المغادرة براً أو بحراً أو جواً. ونقلت المصادر نفسها عن السيدة اليونانية اناستازيا ليداكي، وهي صديقة توما والوحيدة التي نجت من المذبحة، ان منفذي الجريمة كانوا يستهدفون رجل الأعمال نمير اوجي في الدرجة الاولى، وانهم قتلوه مع بقية الموجودين في المنزل بعد فشلهم في اقناعه بدفع مبالغ كبيرة طالبوه بها. وترجح التحقيقات الاولية وقوف احد مراكز القوى داخل النظام العراقي وراء المجزرة التي ارتكبت بأسلوب يدل على ان منفذيها محترفون. وقالت مصادر التحقيقات ان المهاجمين الاربعة جلبوا معهم الحبال والاشرطة اللاصقة لاستخدامها في توثيق الضحايا وتكميم افواههم، فضلا عن السكاكين والقفازات الطبية التي استخدمت في ارتكاب الجريمة في شكل فعال... يستهدف دب الرعب في اوصال اقرباء الضحايا واصدقائهم. ووصل الى عمان مساء امس 48 أردنياً كان افرج عنهم العراق عقب لقاء تم الاحد الماضي بين الرئيس صدام حسين ونقيب المهندسين الاردنيين المعارض السياسي ليث شبيلات. وقرر 18 أردنياً آخرين اطلقوا البقاء في بغداد "لاسباب ذات طابع اجتماعي". ورحب المجالي باطلاق المعتقلين والسجناء الأردنيين، لكنه انتقد لجوء بغداد الى اطلاقهم من دون ابلاغ السلطات الأردنية "بالطرق المتعارف عليها بين الدول الشقيقة". وكانت الحكومة الأردنية علمت بقرار الافراج من خلال "وكالة الانباء العراقية". ووجه الملك حسين في لقاء صحافي الاثنين الماضي انتقادات مبطنة الى القيادة العراقية التي قال انها "مجموعة من الناس تسيطر على العراق". وقال العاهل الأردني ان الشعب العراقي، وليس القيادة العراقية، "هو الذي يعاني جراء العقوبات الدولية المفروضة على العراق". وأقام شبيلات مأدبة افطار للأردنيين المفرج عنهم في مبنى مجمع النقابات المهنية مساء امس عقب وصولهم عبر الحدود البرية بين البلدين في قافلة من السيارات. وكانت الحكومة الأردنية أكدت انها لم تتلق اية معلومات رسمية عن نية العراق اطلاق الأردنيين من السجون العراقية بعد قرار بغداد المفاجئ. وذكرت "وكالة الانباء العراقية" الرسمية ان الرئيس العراقي اتخذ هذا القرار "اكراماً للشعب الأردني الشقيق الذي وضع ثقله المعنوي في الشخصية الوطنية الأردنية المعروفة، المهندس ليث شبيلات". ويطالب الأردن باطلاق نحو 700 معتقل وسجين أردني لا يعترف العراق بوجودهم اصلاً.