نيروبي - أ ف ب - هدد بعض الازواج في كينيا بضرب زوجاتهم اذا اقترعن لمصلحة شاريتي نغيلو المرأة الوحيدة المرشحة للانتخابات الرئاسية التي جرت يومي الاثنين والثلثاء. وشاريتي سيدة اعمال في الخامسة والاربعين وربة منزل كانت ترشحت باسم الحزب الاشتراكي الديموقراطي المعارض ضد الرئيس الكيني دانيال آراب موي 73 عاماً الذي تأكد امس فوزه. وبدا فارق الاصوات شاسعاً بينهما فقد نالت شاريتي نحو 342 الف صوت مقابل 1،2 مليون صوت حاز عليها موي. وبالنسبة للانتخابات التشريعية ذكرت صحيفة "دايلي نايشن" ان عدد النساء اللواتي ترشحن يبلغ 50 امرأة فقط من اصل 883 مرشحا يمثلون 23 حزباً. ولا تحتل المرأة في كينيا حاليا اي منصب حكومي مهم. وخاضت شاريتي، اول امرأة تترشح للرئاسة في كينيا منذ استقلالها عام 1963، حملة انتخابية واسعة حملت مناصريها على الاعتقاد بأن فرقاً ضئيلاً سيفصلها عن موي مما قد يستدعي خوض دورة ثانية. ولكن، مع اعلان النتائج الاولية بدت خيبة املهم واضحة. امام احد مراكز الاقتراع في نيروبي سمع والد ابنته تعلن عزمها التصويت لشاريتي فهددها قائلاً: "اذا حصل ذلك سأطردك من المنزل". واكد ديبلوماسي غربي بعد جولة قام بها في ارجاء كينيا ان العديد من النساء في الارياف كن يرغبن بالتصويت لشاريتي الا انهن لم يتجرأن على ذلك. وروى ان امرأة في قرية بعيدة قالت له "نريد ان نقترع لشاريتي لكن ازواجنا هددونا بالضرب" وأيدت قولها نساء أخريات. كما واجهت شاريتي نغيلو محاولات عدة لترهيبها. وكشفت امام الصحافيين عن وجود "آلاف من لوائح الاقتراع والبطاقات الانتخابية ووثائق اخرى" وهي نصف محروقة احياناً، في مباني اللجنة الانتخابية في مقاطعتها كيتوي في وسط البلاد. ووصفت "دايلي نايشن" كيف حملت شاريتي هذه الوثائق الى مقر اللجنة الرئيسي في نيروبي بعد مواجهة مع الشرطة استمرت ساعتين تحدت فيها العناصر الامنية بإطلاق النار عليها. واقدمت شاريتي قبل ذلك على صفع ممثل محلي للحكومة حاول التشويش على أحد اجتماعاتها. واضافة الى شاريتي سعت امرأة ثانية في كينيا لتكون من بين المرشحين للرئاسة وحاولت عبثا اقناع 14 مرشحا معارضاً بالانسحاب لمصلحة مرشح وحيد. فقد خاضت ونغاري ماتاي وهي طبيبة بيطرية وناشطة بيئية معروفة عالمياً حملة انتخابية خجولة قبل ان يعلن رئيس الحزب الليبرالي وهي من اعضائه انسحابها لمصلحة مرشح الحزب الديموقراطي مواي كيبابي الذي جاء في المرتبة الثانية بعد موي. وبعد 24 ساعة على اعلان الانسحاب، وبعد ان كان معظم الناخبين أدلوا باصواتهم اكدت ماتاي في تصريح تلفزيوني انها ماضية في ترشيحها وان "اعداءها" نشروا شائعات عن انسحابها. لكن اعلان ماتاي جاء متاخراً ولم تنل في الانتخابات الرئاسية الا بضعة اصوات متفرقة كما خسرت مقعدها في البرلمان.