يتميز رمضان في اليمن بتواصل الأهل والأصدقاء على موائد الافطار ومقايل القات وحلقات الذكر والعبادة في المساجد، كما أن موائد رمضان الغنية بما لذ وطاب من المأكولات تكاد تكون موحدة في بيوت الأغنياء والفقراء على حد سواء. وكغيرهم من المسلمين يعتبر اليمنيون شهر رمضان ترويضا للنفس واختبار لقدرة المؤمن على أداء فريضة دينية عظيمة، لكن أعباء الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد الذي عكس نفسه على أحوال الناس عامة أضاف اختباراً جديداً للمواطن اليمني لترويض نفسه على مصاعب الحياة وشظف العيش والتغلب على صعاب الحاجة الضرورية في شهر رمضان، حيث تزداد مطالبه اضعافاً عن بقية أيام السنة. ورمضان في اليمن شهر يؤدي فيه اليمنيون مناسك العبادة الخالصة ويزيدهم ايثاراً ويضيف عليهم أعباء الحياة التي لا تنتهي وينسون فيه السياسة ومشاكلها التي تسيطر على مجالسهم طوال أيام السنة ويلتفتون إلى ما هو أهم على رغم من ان رمضان عادة هو شهر الأزمات السياسية في البلاد منذ العام 1991. وتعوّد الشباب والصغار في اليمن على استقبال شهر رمضان الكريم بإحراق إطارات السيارات تنصيرات ابتهاجاً بقدومه، فيما يقوم الكبار بإحياء ليالي الذكر وقراءة القرآن تباركاً به متلحفين قول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلّم "أتاكم أهل اليمن هم آلين قلوباً وأرق أفئدة، الايمان يمان والحكمة يمانية"، ومع ذلك شاع ان "التنصيرات" زادت هذا العام في صنعاء، وهناك من قال "إن المعارضة هي التي غذت ذلك للايحاء بأن العاصمة... تحترق". وفي المجالس الليلية يتسامر الناس ويلتقي الأهل والأصدقاء في المقايل والمقاهي الشعبية والأندية الرياضية. وقبل تناول الافطار يلاحظ في المدن اليمنية تسابق السائقين بسرعة جنونية في الشوارع للحاق بمنازلهم ما قد يتسبب في الكثير من حوادث المرور، ما حدا صحيفة "الثورة" الرسمية إلى نشر في بداية شهر رمضان، رسماً كاركاتورياً فيه السيارات على شكل طائرات فوق الطرق الاسفلتية المكتظة.