اختتم رؤساء الطوائف المسيحية الشرقية مؤتمرهم في قبرص امس ببيان ختامي ورسالة راعوية تضمنت شرحاً للوضعين الكنسي والوطني من جوانبهما المختلفة. وسبق اذاعة البيان والرسالة لقاء بين الرؤساء الروحيين ورئيس جمهورية قبرص غلافكوس كليريديس، ولقاء ثنائي بينه وبين البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير عرضا خلاله العلاقات الثنائية وعلاقة الجوار بين لبنانوقبرص. ومما جاء في البيان الختامي ان المجتمعين درسوا "قضيتي الحضور المسيحي في الشرق وتفعيل الشراكة بين كنائسهم من خلال تعاونهم في مجلس كنائس الشرق الاوسط". وأكد رئيس اساقفة قبرص خريزوستو موس "ضرورة التعاضد بين الكنائس والثبات في الرجاء الحي المعطى لها". وتلقى المجتمعون "بسرور كبير" رسالة اخوية تضامنية مشتركة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين ورسالة من اعضاء اللجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار واعدوا رسالة جوابية عن كل منهما. وشدد المجتمعون على "ان الكنائس في المنطقة هي كنائس ارادها الله في هذا الشرق متفاعلة مع بيئتها ومدعوة ان تكون امينة لرسالة الانجيل والمحبة والمصالحة تحمل تراثاً مسيحياً فريداً يعزز مشاركتها في صنع حاضر المنطقة العربية ومستقبلها". وعرضوا "أهم الصعوبات التي يواجهها المسيحيون والتي تفاقم مشاعر القلق لديهم". ورأوا ان "كثراً من المسيحيين والمسلمين يعون معاً مخاطر الحصار لمشاركة المسيحية في الحياة العامة ويؤكدون انها مشكلة تعني المجتمع بأسره". ودعوا المسيحيين الى "الثبات على رجائهم وتحاشي التهويل والرعب اياً كان من امر تناقص اعدادهم والتمسك بالبقاء في ارضهم شاهدين في مجتمعاتهم للقيم الانجيلية". وشددوا على "تضامن الكنائس في ما بينها واستثمار الطاقات على اختلافها والعناية خاصة بالمؤسسات العلمية والمراكز الثقافية"، ودعوا الى "تفعيل التعاون المسيحي- الاسلامي". وهنأوا المسلمين بعيد الفطر السعيد، مؤكدين "المحبة الصادقة التي تشدهم الى مواطنيهم المسلمين".