لعل الأستاذ حازم صاغية يكتب لنا بقليل من التعالي، من وجهة نظره أن الثورة الايرانية تصرفت كعصابات المافيا، وكانت ثورة والثورة الفرنسية كانت أكثر وحشية ودموية ولم تستقر إلا بعد مئة عام، ويحتفل بها الفرنسيون كل عام ويفتخرون بها ولم يلغوا ماضيهم أو ماضي ثورتهم، بل يفخر بها - تقريباً - العالم أجمع... الأستاذ حازم صاغية يدرس لنا المحرقة اليهودية وكأننا لم نسمع عنها من قبل ولم نرَ لها أفلاماً منذ عشرات السنين واسبوعياً ان لم يكن يومياً في كل القنوات الغربية، ولا يطلب منا اليهود الاعتراف بها، اننا نطلب منهم الاعتراف بنا. وعلى الأستاذ صاغية أن يتوقف قليلاً عن احتقار عقولنا، فمشروع اسرائيل منذ احتلال نابليون لمصر، وهرتزل 1897 في مؤتمر بال كان قبل المحرقة دريفوس أقصد محاكمة دريفوس ربما أسرعت بالمؤتمر لكن الفكرة والهدف كانا موجودين، وعد بلفور كان قبل المحرقة، أي لم تكن المحرقة هي السبب في انشاء اسرائيل، فلقد هرب من المحرقة وقبلها منذ 1933 ملايين الى اميركا والى روسيا وإلى دول أوروبية أخرى وطبعاً الى فلسطين فالهجرة اليهودية لفلسطين لم تبدأ بعد المحرقة وان كانت ازدادت بعدها. الهجرة بشكل هائل بدأت بعد نصر 1948 وبعد نصر 1967 وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي. الكاتب الآخر الذي يزعجني هو كامران قره داغي في رأيه ان اميركا انهزمت أمام صدام، فهو الوحيد الذي يتفق مع صدام في هذا الرأي. كامران يريد قتل كل العراقيين للوصول لصدام. اطلاق صاروخ على الطائرة المختطفة لقتل الارهابي. أود ان أقول له لولا الحصار مع استمرار عمليات التفتيش دون تجويع الشعب لذهب صدام... لانتهى... الحصار... يديم حكمه... لكن كامران بك يريد العراق صومالاً آخر.