نيويورك الأممالمتحدة - أ ف ب - بدأ مجلس الامن اعداد رده على "التحدي" العراقي للامم المتحدة بعد ان اكد اول من امس ان قيام بغداد بتحديد مهلة للمفتشين حول دخول المواقع الرئاسية امر "غير مقبول". وصرح المندوب الفرنسي آلان ديغاميه الذي يتولى خلال الشهر الجاري رئاسة المجلس للصحافيين ان "الرأي السائد هو ان فكرة تحديد مهلة امر غير مقبول". واضاف ديغاميه في ختام اجتماع مغلق للمجلس ان الدول ال 15 الاعضاء "ستواصل المشاورات بهدف تبني رد فعل بالاجماع يهدف الى تطبيق قرارات مجلس الامن". واستمع المجلس الى رئيس لجنة الأممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية ريتشارد بتلر الذي أطلع الدول الخمس عشرة الأعضاء على استمرار بغداد في رفض السماح للمفتشين بدخول المواقع الرئاسية. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز صرح بأن العراق "سيجمد" حتى نيسان ابريل مسألة دخول المفتشين الدوليين المواقع الرئاسية بحثا عن اسلحة محظورة. واعتبر بتلر في تقريره ان الشروط العراقية الجديدة في شأن السماح بدخول بعض المواقع قد ترجىء الى "ما لا نهاية" عمليات التفتيش. وفي واشنطن صرحت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بأن الولاياتالمتحدة "ستجري مشاورات مع حلفائها بشأن المراحل اللاحقة". واضافت أن هذا الوضع "لن يستمر طويلاً". واوضح ديبلوماسيون ان الرئيس بيل كلينتون سيجري اتصالات خلال الايام المقبلة مع الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة. ووصف السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون رفض العراق السماح للجنة الدولية المكلفة تفتيش مواقعه الرئاسية بأنه "تحد للاسرة الدولية". وأكد مجددا أن الولاياتالمتحدة "لا تستبعد أي خيار"، اي بما في ذلك الخيار العسكري. وهددت واشنطنالعراقمرات عدة باللجوء الى القوة اذا استمرت الحكومة العراقية في تحديها الاممالمتحدة. وكرر الرئيس الاميركي الاربعاء الماضي هذا التهديد. وقال ديبلوماسيون ان بريطانياوالولاياتالمتحدة يمكن ان تقدما في نهاية الاسبوع مشروع قرار يتحدث عن "انتهاك فاضح" من جانب العراق لالتزاماته. وقد تفتح هذه العبارة الطريق امام عمل عسكري محتمل لإجبار العراق على احترام تعهداته. وكان رد فعل بريطانيا على موقف الرفض العراقي في مقدم المواقف الصارمة. وقال مندوبها في الاممالمتحدة السيد جون ويستون ان العراق انتهك قرار وقف اطلاق النار في حرب الخليج. وقال وستون بعد ان اجتمع المجلس مع بتلر للصحافيين "هذا تحد خطير ومباشر لمجلس الامن لانه فعلياً في رأيي يرقى الى رفض قاطع لقرارات مجلس الامن التي تستند اليها هذه العملية برمتها". واضاف "وهذا يعني ان المهمة التي يتعين انجازها بموجب القرار 687 ليس هناك فرصة لانجازها". وتوحي اشارة ويستون الى انتهاك وقف النار باحتمال اللجوء الى القوة ضد العراق. الا ان روسيا والصين دعتا امس الجمعة في مجلس الامن الى "الصبر" حيال بغداد ورفض اي عمل عسكري. ودعا المندوب الروسي سيرغي لافروف الى "الاعتماد كلياً على الجهود الديبلوماسية والى الصبر ومواصلة البحث عن حلول دبلوماسية لمشكلة دخول" المواقع الرئاسية. ولكن وان لم يطرح احد الموضوع علنا، يتساءل الديبلوماسيون في جلساتهم الخاصة عن الاثار المحتملة على سير الازمة العراقية، للفضيحة المرتبطة بعلاقة الرئيس الاميركي بمونيكا ليوينسكي التي كانت تعمل تحت التمرين في البيت الابيض، والتي تقوم مزاعم انه طلب منها الادلاء بشهادة كاذبة امام القضاء. ويبدو ان ريتشاردسون نفسه متورط في هذه القضية بعد ان دعي للمثول امام القضاء لتقديم وثائق تتعلق بعرض عمل قدمه في الخريف الماضي الى ليوينسكي.