هافانا - أ ب، أ ف ب - لدى وصوله الى كوبا مساء أول من أمس الثلقاء، بدا البابا يوحنا بولس الثاني بصحة جيدة ونزل سلم الطائرة على مهل. واستقبله عند السلم الزعيم فيديل كاسترو الذي كان يرتدي بزلة قاتمة وصافحه طويلاً. ثم قبّل البابا ولدين قدما له سلة تحتوي على تراب كوبي. وبعدما ألقى كاسترو كلمة ترحيب، اعرب البابا عن سروره بهذا "اليوم السعيد الذي طالما رغبت به" وهو يوم المجيء الى كوبا. وشكر الله على وصوله الى "هذه الأرض التي دعاها كريستوف كولومبوس، الأرض الأجمل التي لم ير مثلها قط". وتمنى البابا لكوبا "بقدراتها البشرية الهائلة ان تنفتح على العالم وان ينفتح العالم عليها... كي يستطيع هذا الشعب الذي يبحث مثل أي شعب وأي أمة عن الحقيقة، ان يتطلع الى المستقبل بأمل". وأضاف: "إني قادم مثل زائر الحب والحقيقة مع الرغبة في اعطاء دفعة جديدة للعمل الانجيلي الذي على رغم المصاعب، عرفت الكنيسة الكوبية كيف تحافظ علىه بحيوية ونشاط على أبواب الألف الثالث". وبعدما ألقى كلمته، استقل البابا سيارته التي شقت بصعوبة طريقها، وسط آلاف الناس الذين اصطفوا على جانبي الطريق يلوحون بالأعلام الكوبية وأعلام الفاتيكان ويهتفون: "يوحنا بولس الثاني، الجميع يحبونك". وفي ساحة الثورة، كان المشهد غريباً ومثيراً؟ صور المسيح والبابا الى جانب النصب الضخم للثائر الشيوعي تشي غيفارا الذي قال عنه البابا انه "كان يهدف الى خدمة الفقراء". وفي مستهل نشاطاته في الجزيرة، توجه البابا امس الى مدينة سانت كلارا وسط كوبا حيث سجل غيفارا في الخمسينات الانتصار الأهم على نظام الديكتاتور باتيستا وحيث اختار النظام الكوبي دفن البطل الثوري. وسبق وصول البابا الى سانتا كلارا الآلاف رافعين الأعلام البابوية. وقالت ليسيتي ميندورا 42 عاماً بصوت متهدج انها نشأت في ظل الحكم الشيوعي ولكنها ظلت كاثوليكية مؤمنة. واعربت عن أملها في ان تساعد زيارة البابا على حل ما يعتقد كثير من الكوبيين انه أزمة اخلاقية تسود البلاد. وقالت اخرى وقفت على سلم كاتدرائية سانتا كلارا مع خمسة من أصدقائها "ما كنت لأصدق ان البابا سيضع قدمه على أرض كوبا في حياتي. انها معجزة، أدعو الله ان تأتي زيارته بالسلام والحب والاخوة". وكانت الأسرة موضوع القداس الذي اقامه البابا وهو موضوع حيوي لكنيسة سانتا كلارا التي يروعها ارتفاع نسبة الطلاق والاجهاض بين الكوبيين بمن فيهم الكاثوليكيين. ووصف اسقف المدينة فرناندو برخو كاسال الطلاق والاجهاض بأنهما "مشكلتان مروعتان" وقال ان البابا سيركز عليهما. ووصف ملصقات على جدران وأبواب الكنيسة البابا بأنه "رسول الحقيقة والأمل". وقداس أمس، واحد من أربعة من المقرر ان يقيمها البابا خلال زيارته التي تستمر خمسة أيام لكوبا. وقدر مسؤولو الكنيسة عدد الحضور بمئة ألف شخص في القداس الذي اقيم في ساحة مدرسة رياضية سميت على اسم مانويل بافاردو احد أبطال الثورة الكوبية. وسانتا كلارا معروفة بأنها المكان الذي شهد أكبر الانتصارات العسكرية لغيفارا اذ سيطرت قواته على المدينة في 31 كانون الأول ديسمبر 1958 ما أجبر الديكتاتور السابق باتيستا على الفرار من البلاد بعد 12 ساعة.