بعد حفل تأبيني استمر يومين، نقِل رماد الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، في موكب مهيب يضم عدة سيارات، من العاصمة الكوبية هافانا الى سانتياغو دي كوبا (شرق)، مهد الثورة الكوبية، حيث يُدفن الأحد قرب ضريح خوسيه مارتي، مهندس استقلال كوبا. ويقطع الوعاء الخشبي الذي يحتوي على رماد «الكومندنتي» بعد حرقه السبت الماضي وعرضه في قاعة تابعة لوزارة القوات المسلحة الكوبية منذ حرق جثمان كاسترو، مسافة 950 كيلومتراً خلال 4 أيام في الاتجاه المعاكس الذي سلكه فيدل كاسترو إثر انتصار الثورة التي قادها عام 1959. ومن الثاني الى الثامن من كانون الثاني (يناير) 1959، تنقل فيدل كاسترو «المنتصر» في كل مناطق البلاد في «قافلة الحرية»، بعد فرار الديكتاتور باتيستا الى الخارج. والمرحلة الأساسية في مسيرة التشييع ستكون في سانتا كلارا، حيث دفن رماد رفيقه في السلاح الأرجنتيني ارنيستو تشي غيفارا الذي قتل عام 1967. وليل الثلثاء، كرّم مئات الآلاف من سكان هافانا ومن القادة اليساريين من أميركا اللاتينية وأفريقيا كاسترو داعين الى استمرار إرثه. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو: «لم يرحل. ما زال بيننا، وأنصفه التاريخ»، في إشارة الى عبارة «التاريخ سينصفني» الشهيرة التي أطلقها كاسترو لدى محاكمته بعد الهجوم على ثكنة مونكادا. ثم وجه راوول كاسترو رسالة الى شقيقه جاء فيها: «عزيزي فيدل، ونحن نحتفل هنا بانتصاراتنا، نقول لك مع شعبنا المخلص والمقاتل والبطل: دائماً حتى النصر». وأمسية التكريم التي طغى عليها الخطاب السياسي لم يشارك فيها رؤساء غربيون كثيرون بينهم الرئيس الأميركي باراك اوباما، مهندس التقارب التاريخي منذ نهاية 2014 بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة. كما أرسل رؤساء دول صديقة، مثل الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جيانبيغ والإيراني حسن روحاني، ممثلين عنهم الى كوبا. وأعلن البيت الأبيض أنه سيُرسل المستشار المقرب من اوباما بن رودس وأحد مهندسي التقارب الديبلوماسي مع كوبا، وجيفري دي لورينتيس الديبلوماسي البارز في كوبا، الى تأبين فيدل كاسترو، ولكن ليس ضمن وفد رسمي، في خطوة تهدف الى عدم الإساءة الى هافانا. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست: «لا تزال لدينا مصادر القلق حول الطريقة التي تعمل بها الحكومة الكوبية، خصوصاً في ما يتعلق بحماية حقوق الإنسان الأساسية للشعب الكوبي».