هل يعزل بيل كلينتون؟ ذكرتني تغطية "واشنطن بوست" آخر فضائحه الجنسية امس بووترغيت، فقد ضمت الجريدة بضعة عشر خبراً وتحليلاً وتحقيقاً عن انفجار هذه الفضائح الجنسية للرئيس الاميركي. وقرأت: - اف. بي. آي. سجلت سراً مزاعم مساعدة الرئيس، وهو خبر عن تسجيل حديث خاص بين مونيكا ليفنسكي وصديقتها ليندا تريب اعترفت فيه الأولى بأنها انكرت اقامة علاقة جنسية مع كلينتون خلال تدريبها في البيت الأبيض لأنها ارادت انقاذه... من التهم التي وجهتها بولا جونز. - كلينتون ينفي التهمة ولكنه لا يدخل في تفاصيل. - الاعتبارات القانونية: الخبراء يقولون انه اذا ثبتت التهم فقد يعزل كلينتون من الرئاسة ويلاحق قانونياً. - تحليل: التهم اخطر ما وجه الى الرئيس حتى الآن. - ليندا تريب ومونيكا ليفنسكي امرأتان وسط أخطر تهم تحرّش جنسي توجه الى كلينتون. - فيرنون جوردان صديق كلينتون المتهم بمحاولة التأثير في ليفنسكي: كثيرون هم اصدقاء كلينتون، الا ان صداقته مع جوردان تختلف عنها مع غيره. - "نيوزويك" تشرح لماذا لم تنشر قصة ليفنسكي رغم معرفتها بها. - التحقيق: "واشنطن بوست" كانت أول من نشر خبر محاولة كلينتون إقناع موظفته السابقة بإنكار علاقتهما. وكانت هناك أخبار كثيرة اخرى، ما يعني ان كلينتون، الذي ينكر ثم يعترف، يسير في خطى ريتشارد نيكسون. وهو مسؤول الا ان الاميركيين مسؤولون أيضاً فهم فضلوه على جورج بوش، وكان يجب ان يتوقعوا عندما اختاروه أول مرة وهو دون الخمسين انهم نبذوا رئيساً سبعينياً يفكر بعقله، واختاروا رئيساً دون الخمسين يفكر في محل منخفض جداً عن العقل. وجاءت بداية النهاية لكلينتون وهو يستقبل وجه الشؤم واللؤم بنيامين نتانياهو، ويطلع من ساعات مفاوضاتهما الطويلة بلا شيء. واختار مما كتب هيمي شاليف في "معاريف" امس فهو قال ان "نتانياهو ربح"، وفسّر ذلك بالقول "لأن الزيارة فشلت". وقال المراسل الاسرائيلي ان رئيس وزراء اسرائيل ربح لأنه لم يقدم شيئاً، ومع ذلك فهو نجا من التوبيخ العلني او من الاتهام بأنه ضد السلام. وأصبح التركيز على ابو عمار، وكلمة السر الواقعية، وهي كلمة اخرى للتنازل، حتى لا نقول الاستسلام. ومن يدري وقد وقع الرئيس الاميركي فهو ربما يتهم الرئيس ياسر عرفات غداً بأنه ضد السلام لتحويل الانظار عن مشاكله الجنسية. ونرجح الا يفعل الرئيس كلينتون شيئاً من هذا، وهو لو فعل فلن يستفيد لأن القضية الاخيرة انفجرت بشكل يصعب احتواؤه، او تحويل الانظار عنه، لذلك فمفاوضات واشنطن، التي كتبت في هذه الزاوية قبل بدئها، انها ستفشل، سقطت لأسبابها الذاتية، وأيضاً على سرير الرئيس... مع اسراعي الى القول انه ربما لم يمارس الجنس على السرير، فزوجته تصرّ على انه بريء، وإنما على "كنبة"، او تحت سلم في احدى زوايا البيت الأبيض. وما دامت مفاوضات واشنطن انتهت بپ"الواقعية" فانني اختم بشيء هامشي، فقد قرأت في جريدة "كريستشان ساينس مونيتور" اول من امس مقالاً بعنوان "ماذا بقي من الضفة الغربية" كان مطلعه ان بيكاسو رسم فيها، وإيزادورا دنكان رقصت فيها، وجيمس جويس هرب من دائنيه في شوارعها، وتي. إس. إليوت تسكع في شوارعها، وريتشارد واغنر ألف موسيقاه فيها، والقديس توما الاكويني علّم فيها، وفرانكلن روزفلت حشد التأييد للثورة الاميركية فيها. ولم اكن اعرف ان الضفة الغربية بهذه الاهمية. لذلك اكملت القراءة بسرعة لأكتشف ان الحديث هو عن الضفة اليسرى لباريس على نهر السين، وان الموضوع هو عن هجوم التجارة على معقل المثقفين الفرنسيين التقليدي في العاصمة الفرنسية. وارتحت قليلاً، فالاسرائيليون يرفضون التخلي عن الضفة وهي تلال جرداء، فكيف لو اصبح لها تاريخ يضم بعض ابرز وجوه السياسة والأدب والفن. ربما كانوا عند ذلك سيطالبوننا بإيجار عن سكننا فيها ألفي سنة متواصلة.