تحولت حفلة الافطار التي اقامها البابا شنودة الثالث اول من امس في القاهرة تظاهرة لدعم الوحدة الوطنية بين المسلمين والاقباط. وحضر الحفلة التي اقيمت في المقر البابوي في كاتدرائية العباسية وسط القاهرة، كبار المسؤولين المصريين، على رأسهم رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ورموز الاحزاب السياسية وشخصيات عامة ومثقفون وكتاب وفنانون، اضافة الى رجال الدين الإسلامي والمسيحي. وبدا من كلمات الحاضرين الحرص على تأكيد عمق العلاقة بين المسلمين والاقباط في مصر واستحالة نجاح محاولات الوقيعة بينهم. ولفت اكثر من متحدث الى ان عمليات الجماعات الدينية المتطرفة التي استهدفت بعض الاقباط في محافظات الصعيد في الأشهر الماضية "لن تؤثر في الرباط الوثيق الذي يربط بين عنصري الامة المصرية"، في حين لم يخف آخرون استياءهم من محاولات تجري في الخارج لتأليب الغرب على الحكومة المصرية بدعوى وجود اضطهاد ضد الاقباط في مصر. شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي حرص على التأكيد على ان "كل من يحمل الجنسية المصرية يتساوى في الحقوق والواجبات". وقال إن أهل مصر "سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين لهم فطرتهم النقية التي كتبها الله في نفوسهم التي تقوم على التسامح واليسر والتعاون على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان". ورد البابا شنودة بكلمة اكد فيها "ان الذين يعادون مصر لا يفهمون العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والتي تقوم على المحبة التي هي اساس كل الفضائل". ولم يفت شنودة ان يعرب لرئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري، عن تقديره لاستجابته كل مطالبه الخاصة بترميم الكنائس في مصر، وكذلك جهود وزارة الاوقاف لرد الاوقاف القبطية الى الاقباط. واعتبر شنودة ان ذلك "يؤكد ان هناك وحدة وطنية في مصر". ولعل من الملفت ان مأدبة البابا شنودة الرمضانية، التي اعتاد إقامتها كل سنة، غاب عنها اول من امس اي ممثل لجماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة على رغم ان شنودة كان قد أناب موفداً عنه لحضور حفلة افطار "الاخوان" في العاشر من الشهر الجاري. وتساءل بعض الحاضرين عما اذا كان شنودة قد دعا اياً من "الاخوان" لحضور الافطار وحالت ظروفهم دون الحضور، أم ان "الاخوان" لم يُدعوا على رغم ان مرشدهم السيد مصطفى مشهور وابن مؤسس "الجماعة" السيد سيف الاسلام حسن البنا كانا في مقدم من حضروا مأدبة البابا في العام الماضي.