1- ربّما. ربّما في مكانٍ بعيدٍ سيحدثُ أن يلتقي نهرٌ بفتاةٍ تسيلُ على جانبيهِ وتهمسُهُ لتذكِّرهُ إنها الماءُ. ربما في صباحٍ بعيدٍ سيحدثُ أن تصطفي جدَّتي حجراً وتلوّنهُ لتقول له: أنتَ بعلي فنمْ فوق صوتي. إذن في مساء بعيدٍ سيحدثُ أن أتأمَّلَ في شجره لأقول لها: عانقيني وكوني لي إمرأه. 20/11/1997 2- أواصر. هذا الليل أنا ممتلئ به، يغمرني بالشفافيةِ، بالأسرارِ ويدخلني دوماً في اليوميّ ليبهرني بتصاويرَ غريبةْ. هذا الليلُ أيعرفني؟ هل يعرفُ من هو هاشم؟ والطائرُ ذاكَ أراه على الشرفةِ، أُطعمهُ فيطيرُ، أحسُّ بمخلبِهِ المرهفِ يمشي فوق الأجفانِ تُرى هل يعرفني هذا الطائرُ؟ ثمَّةَ سيِّدةٌ أعرفها أكثر من أعماقي، قلَّبْتُ التّربةَ فيها وأَنرتُ الداخلَ فتمشَّيتُ طويلاً في جوهرها، هذي السيدةُ لماذا لا تعرفني؟ 19/11/1997 3- دعاء. لا شيءَ سيوقفُ هذي الريحَ العجلى، لا كفَّ المرأةِ بخضابِ الحنّاءِ المبصومِ على راحتها لا التعويذةَ ذاتَ السّبعِ عيونٍ وهي معلّقةٌ في شبّاكِ وليٍّ، لا الحدوةَ ذاتَ البرقِ المومضِ في بابِ الجيرانِ ولا قبَّعةَ المطرانِ ستوقفُ هذي الريحَ المندلعة في الكائنِ، ناديتُ... رفعتُ يدي بدعاء ظمآنَ... إلهي: اوقفْ نبعَ الرّيحِ وسدّ المجرى. 23/1/1997 4- مصائر. إبنتي تبحثُ الآنَ في ركبتي عن وسادتها، سأَقصُّ الحكايةَ تلو الحكايةِ حتى تنام سأحدُّثها عن حريرِ القمرْ عن مياهٍ ملوَّنةٍ عن ملاعبَ تمشي وعن مدفنٍ للكنوزِ ستلقاهُ في شعرها سأحدِّثُها عن نجومٍ مبعثرةٍ تتطايرُ من غدها مثل ريش الحمامْ عن البرتقالةِ زرقاءَ، عن جبلٍ يتحرَّكُ في الليلِ نحو البيوتِ، عن الفيلِ أبيضَ، عن كلّ شيءٍ، ولكنني أتهرَّبُ حين تسائلني عن حياتي، فتغفو على ركبتي وتنام. 18/11/1996 * شاعر عراقي مقيم في لندن.