الغيبُ أي الغيبِ هذا الغامض الآتي؟ .. أيعرفني؟ .. وهل قابلته يوما بباب العمر.. هل يخفي المزيد من التململِ والمضيّ إلى الفناء بلا دليلْ ... يأتي ولا يأتي .. أنا ما شأن أيامي مؤجلةً إليه .. وبين أسمائي الخطيئة والتعوّد والهروب المستحيلْ ... *** قم واتجه للنوم يا سهري ... ألا يكفيك أني الآن لا أدري أنا أم أنت يجمعنا السؤال ... من أنت إلا الحزن .. بعض الشوق .. أو حتى الحكايا الماجنات الذكر .. لكني أن المسؤول عن هذا .. فقم للنوم إن الليل طالْ ..! *** لا أدري ما أبقتْ لك الأيامُ ... هب أنك الأبديّ ..هل تحتاج عمرًا آخرا تحياه .. لا .. لا شيء يغري الريح بالصحراء إلا أنها تهب الرمال البيض رقصتها .. وترحل للغيومْ! *** لو لم يكن إلاّكَ .. أي مسافة تجتاز في هذا المدى المأهول بالأحلام والكلمات والناس القدامى.. ؟ ما كان إلا أنت فيك .. فليس للأسماء أن تختارَ سيرتها وتتركَها لديك..! أنتَ الذي يمضي .. وأنت ولادةُ الأشياء عنكَ .. وأنتَ أنتَ الموتُ خاتمةً فهل تمضي إليك؟! *** عد من زمانك.. ربما أحدثت بعض الفرق في فوضى الحروب مع السلام.. من خلفك الموت الصديق .. وعن يمينك تحمل الأيام جثّتها.. وعن شمالك لا أرى شمسا مبرقعةً .. ولا وهم الغمامْ.. من أنتَ؟. قل للصمتِ إني بعض ما أخفيته عني .. ولستُ من الكلامْ! *** لو لم تكن كالظلّ تفنى آخر الضوء البعيدْ...! هل تستطيع الشمس أن تلقاكَ يوما آخرا في الغيب .. هل تبقيك منفيّا هناك وهل لها أن تستعيدك في التغيّب من جديدْ ..! أنت المؤجّل في الشقاء وفي النعيم وفي الوعيد ..! خذ ظلّك المخدوع وارحل للسماء فإنك القدر الوحيدْ ..! *** صوت الخريف على الغصون الخوف والقلق الملولْ ..! أوراق هذا الغصن تسألني متى يأتي الربيع وأي بابٍ يدخل الشعراء منه على الفصول ..! (تغيبُ الشمسُ لكن لا تؤوب تؤوب الشمسُ لكن لا تغيبُ) ما بين شعلتها وليل رمادها .. عمرٌ ستبلغه ومتّسعٌ كسولْ ...! أكتوبر 2013م