حذر الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي وهو يتحدث أمام رموز سياسية ودينية في تيار اليمين المحافظ، أمس من تجاهل "أدب" الاختلاف و"تجاوز" القانون في التعبير عن الرأي واعلان المواقف، وشدد على ان "حزب الله الحقيقي هو الذي يلتزم القانون ويعمل على تطبيقه ولا يبث الفوضى في البلاد". ودافع عن التعددية الحزبية مشدداً على ان "النقد هو وسيلة لتقدمنا". ودعا الى "تأطير" الاختلاف في عمل مؤسساتي رسمي تفادياً لأي "صدام". كذلك تبادل رجل دين محافظ معروف و"حركة الحرية" المعارضة تهماً بالعمالة لجهات اجنبية وتقديم معلومات الى اجهزة استخبارات، وتلقت "الحياة" نسخة من بيان لپ"حركة الحرية" يؤكد انها رفعت شكوى على رجل الدين والنائب المحافظ محمد رضا فاكر أمام القضاء بسبب اتهامه لقياديين في الحركة بأنهم عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. اي وكانوا يتقاضون رواتب. وكان النائب المحافظ المعروف حجة الاسلام فاكر تحدث في جامعة طهران قبل ان يؤم مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي صلاة الجمعة في الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، وقال ان "أعضاء حركة الحرية" يحصلون على رواتب من "سي. آي. اي" وتعهد كشف اسماء الأشخاص الذين "يحملون بطاقات عضوية في الوكالة"، وأوضح انه حصل على معلوماته من السفير السوفياتي السابق في ايران. ونفت الحركة في بيانها أمس "الأكاذيب والافتراءات" التي ذكرها فاكر. ودعت السلطات القضائية "بإصرار وتأكيد الى الحصول على المستندات التي يزعم السيد فاكر انه يملكها وان تدقق فيها وتكشفها للرأي العام اذا كانت صحيحة". لكن بيان الحركة تجاوز الصيغة الدفاعية التي حاولت تأكيد "البراءة من أي تعامل مع جهاز استخبارات" لتوجه اشارات تضمنت اتهامات ضمنية الى رجل الدين المحافظ بپ"تبادل المعلومات" بينه وبين ضابط كبير في جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق كي. جي. بي. اذ نسبت الحركة الى كتاب عن "الاستخبارات السوفياتية في ايران" تأكيده ان السفير السوفياتي السابق في طهران كان ضابطاً كبيراً في "كي. جي. بي" و"قاد" أعمالاً "تخريبية" في ايران قبل ان يلجأ الى الغرب عام 1982. وتابع البيان ان من الممارسات "التخريبية تزوير وثائق لتشويه الشخصيات الفاعلة في الثورة". وكأن "حركة الحرية" لا تستبعد ان يكون لدى النائب المحافظ وثائق بالفعل لكنها "مزورة". وفي صيغة يتضح انها دُرست بعناية، دعت "حركة الحرية" في بيانها فاكر الى ان "يوضح للشعب الايراني حقيقة علاقته بالسفير السوفياتي السابق او الضابط في جهاز كي. جي. بي. وتحت اي عنوان كانت هذه العلاقة قائمة". وشدد البيان على ان "العرف السياسي يعتبر ما قام به السيد فاكر تبادلاً للمعلومات لأن الاحتمال الاقوى انه ليس في استطاعة السفير السوفياتي ان يقدم معلوماته بلا مقابل، وأشار الى ان "التقارير تقول ان الاستخبارات السوفياتية استخدمت جواسيس في مؤسسات مختلفة كالجيش للحصول على معلومات عسكرية ايرانية واعطائها للعراق، في مرحلة الحرب العراقية - الايرانية، وكأن الحركة ارادت ان تلمح الى ان رجل الدين المحافظ النائب فاكر كان جاسوساً لحساب السوفيات. وبدا ان الرئيس خاتمي لا يحبذ مثل هذا النوع من السجالات، اذ حذر من ان "يتحول اختلاف الرأي الى تصادم". وقال متحدثاً أمام اعضاء الشورى المركزية في "جمعية المؤتلفة الاسلامية" الذراع التنظيمية لقوى "البازار" الرأسمالية التجارية وقادة 12 هيئة موالية لليمين المحافظ وان الادارة الصحيحة للمجتمع في حاجة الى تنظيمات رسمية ومعلنة. وان وجود تباينات في وجهات النظر هو الامر الطبيعي والبديهي وتأطير الاختلاف في سياق القانون يؤدي الى تطور البلاد وتقدمها لكنه يتحول الى صدام اذا كان خارج القانون". وانتقد الفوضى مشدداً على ان "حزب الله الحقيقي هو الذي يعمل على تطبيق القانون ... وعلينا ان نرحب بمختلف الآراء السياسية التي تذعن للقانون".