تحولت حفلة إفطار نظمها "الرفاه" في اسطنبول أمس الى مهرجان تأييد للحزب ارتدى طابعاً احتفالياً أكثر من كونه احتجاجياً. وسبق الإفطار تجمع أنصار الحزب في مطار اسطنبول لاستقبال زعيمهم نجم الدين اربكان الذي اخترق موكبه الازدحام الهائل بصعوبة وصولاً الى مكان الإفطار. ولاحظ الصحافيون ان الاجراءات الأمنية التي رافقت المناسبة، لم تعكس أي توتر أو مخاوف من صدامات. واكتفى رجال الشرطة بتحريك السير ومراقبة المتجمعين الذين اعتلى بعضهم يافطات الاعلانات وكأنهم يريدون التأكيد أن حزبهم باقٍ ولا يمكن الغاؤه. وأصبحت هذه المسألة تحديداً موضع جدل في الأوساط السياسية والإعلامية. وانقسم المحللون بين من يرى ان "الرفاه" لا يزال بقوته وأن قرار حظر الحزب لن يؤدي سوى الى تعديل اسمه أو بمعنى آخر إعادة انشاء الحزب تحت اسم آخر. وبدا المدعي العام فورال سافاش متنبهاً لهذه المسألة إذ سارع إلى الادلاء بتصريحات أكد فيها أن "أي حزب يحل مكان الرفاه، سيجري حله وستتخذ في حقه المحكمة الدستورية القرار نفسه". وفاخر سافاش بأنه هو الذي أقام الدعوى ضد "الرفاه" أواسط العام الماضي، وقال في تصريح تلفزيوني: "قدمت الخدمة الأكبر على الصعيد العام فهؤلاء الذين يستخدمون الدين لاغراض سياسية، يسيئون الى الدين". وفي وقت حاول رئيس الدولة سليمان ديميريل الظهور بمظهر محايد مبدياً "حزنه" لحظر "الرفاه" مقدماً المبررات الدستورية لذلك، اعترف النائب في حزب الوطن الأم الحاكم كمران انيان بأنه "لا يمكن الغاء فلسفة الرفاه". وقال انيان وهو وزير سابق رداً على سؤال ل "الحياة" ان "قرار حل الرفاه كان ضرورياً. واحياناً نلجأ السلطة الى أساليب غير ديموقراطية لحماية ديموقراطيتنا الناشئة والعلمانية". وفي الوقت نفسه، أكد نائب مسؤول العلاقات الخارجية في فرع "الرفاه" في اسطنبول ل "الحياة": "سنؤسس حزباً جديداً وسنجد أكثر من قناة شرعية وقانونية لعملنا حتى يتعبوا العلمانيون. وعندما يتعبوا، نكون نحن في قمة نشاطنا". وتعكس هذه التناقضات في الرأي، التوقعات المختلفة لدى الرأي العام التركي الذي يجمع على شيء واحد هو ان "الرفاه" "لا يزال يتمتع بقوته" فيما ذهب البعض الى توقع ان تزداد شعبية الحزب في ظل الاجراءات التي اتخذت بحقه. ومع اختلاف التوقعات، بدا للمراقب في اسطنبول شيء واحد مؤكد هو ان قليلاً من الأحزاب يستطيع جمع حشد بهذا الكبر في تركيا حالياً.