انتقل امتعاض الأوساط السياسية في مصر من السفير الاميركي الجديد في القاهرة تشارلز كيرتزر الى وسائل الاعلام "الرسمية". اذ شنت جريدة "الأخبار" هجوماً شديداً على السفير في افتتاحية على صفحتها الأولى امس، تحت عنوان "هل أصبح لاسرائيل سفيران في مصر؟!". واعتبرت الصحيفة ان كيرتزر ينطبق عليه المثل العامي المصري "أول ما شطح نطح"، ووصفته بأنه ناطق باسم رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو. وأكدت ان انتقاد كيرتزر السياسة الخارجية المصرية "مرفوض"، ودعته الى "أن يفهم ان عليه مراعاة مصالح بلاده، ويحرص على عدم المس بسيادة البلد". وكانت الأوساط السياسية المصرية رصدت ارتكاب كيرتزر مخالفتين في الاسبوع الأول الذي تلى وصوله الى القاهرة، وذلك "اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده الأربعاء الماضي لعرض أفكاره". وتتعلق المخالفة الأولى بالمؤتمر الصحافي كون الأعراف الديبلوماسية تقضي بألا يبدأ السفير الجديد لقاءاته السياسية في العاصمة المعين فيها أو يجري مقابلات صحافية قبل تقديم أوراق اعتماده لرئيس الدولة. وقدم كيرتزر صورة من أوراق اعتماد، بعد وصوله بيومين، الى وزير الخارجية السيد عمرو موسى. أما المخالفة الثانية فكانت توجيه السفير انتقاداً عنيفاً لمقاطعة مصر المؤتمر الاقتصادي في الدوحة، ووصفه الرسالة التي أرادت مصر توصيلها للولايات المتحدة بأنها "رسالة خطأ"، ما اعتبره ديبلوماسيون مصريون "بداية غير موفقة لسفير جديد بتوجيهه نقداً علنياً وبهذه الحدة لقرار اتخذه رئيس الدولة" الرئيس حسني مبارك. يذكر ان الانباء عن تعيين كيرتزر سفيراً لدى مصر أثارت في آب اغسطس الماضي جدلاً على خلفية عمله رئيساً لإدارة الاستخبارات في الخارجية الاميركية وما أثير في وسائل الاعلام عن "ولائه لاسرائيل".