قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس إنه يتابع الأحداث في مصر «بيقظة وقلق» ويخشى أن ينتهي الأمر بقيام نظام إسلامي متطرف في القاهرة مثلما هو الحال في إيران. ونقلت وكالة «رويترز» عن نتانياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا مركل إنه يأمل بألا تتأثر معاهدة السلام التي أبرمتها إسرائيل مع مصر قبل ثلاثة عقود بأي تغييرات تحدث. وجاء ذلك في وقت ناشدت إسرائيل الولاياتالمتحدة ودول غرب أوروبا تخفيف حدة لهجتها العلنية ضد الرئيس حسني مبارك ونظامه. وقال الرئيس شمعون بيريز إن «نشوء نظام حكم ديني أصولي في مصر لن يكون أفضل من نظام غير ديموقراطي، ولن يجعل الأوضاع في هذا البلد أفضل حالاً مما كانت عليه في ظل النظام الحالي، على رغم عدم التزامه الثوابت الديموقراطية». وأضاف في أثناء تسلّمه أوراق اعتماد سفراء جدد لدى اسرائيل، إن الدولة العبرية تكن الاحترام للرئيس مبارك «وإن كان هذا لا يقول إن كل ما قام به كان صحيحاً، لكنه قام بشيء ندين له به جميعنا وهو الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط... إننا مدينون له بالشكر». وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز إنه يحظر على إسرائيل التدخل في شؤون مصر الداخلية، وإن عليها أن تحمي السلام معها من أي أذى. وأضاف في حديث إذاعي إن على إسرائيل أن تكون متنبهة للسلوك الأميركي مع مصر «سواء استسغناه أم لا». لكنه أضاف أن ما يحصل في الشرق الأوسط هو فرصة لتعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأفادت صحيفة «هآرتس» أمس أن سفراء إسرائيل في واشنطن وعواصم أوروبية نقلوا هذه الرسائل «بعد أن فُهم من تصريحات الرئيس باراك اوباما وقادة أوروبيين أنهم سئموا نظام مبارك». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية عدم ارتياح إسرائيل لمواقف الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من الرئيس المصري «والتي انجرت وراء الرأي العام المصري ولم تفكر بمصالحها الحقيقية». وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «هآرتس» إنه يتوجب على قادة هذه الدول عدم ترك مبارك وشأنه «حتى وإن كانت لديها انتقادات له». وعلى صعيد متصل، كتب مدير مكتب رئيس الحكومة السابق اسحق رابين، المحرر في «يديعوت أحرونوت» ايتان هابر، أن إسرائيل يجب أن تعتبر من سلوك أوباما تجاه مبارك، مضيفاً أن «الولاياتالمتحدة بين ليلة وضحاها أدارت ظهرها لأحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط (...) الرئيس أوباما باع مبارك بثمن بخس ليلقى استحسان الجماهير في مصر، وهو وأبناء جيله لا يفهمون حتى الآن شيئاً في شؤون الشرق الأوسط... أوباما هدر دم مبارك بتصرف غبي وعدم فهم مطلق».