تلقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات رسالة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تتعلق بآخر تطورات عملية السلام والعقبات التي تواجهها بسبب عدم التزام اسرائيل الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، والجهود المبذولة لانقاذها. ونقل الرسالة السيد محمود عباس أبو مازن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال استقبال الشيخ زايد له ليل الأربعاء في أبو ظبي التي يزورها لعدة أيام. وقالت مصادر فلسطينية ان "أبو مازن" أطلع الشيخ زايد على الأفكار والطروحات التي يحملها الرئيس عرفات معه الى واشنطن لعرضها على الرئيس بيل كلينتون، الذي سيلتقي عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 20 و22 من الشهر الجاري. وذكرت ان الفلسطينيين يتطلعون الى مساندة ودعم عربيين في هذه الفترة على كل المستويات لتعزيز وتأييد موقف المفاوض الفلسطيني والضغط على اسرائيل عالمياً لتنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين. وأشاد "أبو مازن" بالدور القومي الذي يلعبه الشيخ زايد، وقال ان رئيس دولة الامارات يتمتع بالحكمة وبعد النظر والرؤية الثاقبة للأمور، وله باع طويل في خدمة القضايا العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية. وذكرت المصادر ان اللقاء تطرق الى البحث في الاجراءات الخاصة بتنفيذ مشروع بناء مدينة الشيخ زايد في غزة، واجراءات ترميم المقدسات الاسلامية في مدينة القدس التي وعد رئيس دولة الامارات بتنفيذها على نفقته. وأكدت ان العمل سيبدأ قريباً في بناء مدينة الشيخ زايد في غزة، فيما تواجه عمليات الترميم في القدس معارضة وصعوبات من جانب سلطات الاحتلال الاسرائيلية. ونقلت المصادر عن الشيخ زايد تأكيده تقديم الدعم الكامل للسلطة الوطنية والشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة كاملة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وكانت الامارات دعت راعيي عملية السلام والمجتمع الدولي الى ممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية لكي تذعن وتقوم بتنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين، واستئناف المفاوضات السلمية على المسارات الاخرى في المنطقة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية المتمثلة في القرارين 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام. وكان "أبو مازن" اجتمع خلال زيارته للامارات مع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية، ويتوقع ان يلتقي مع مسؤولين اماراتيين للبحث في تفاصيل العلاقات الفلسطينية - الاماراتية. وذكرت مصادر مطلعة ان "أبو مازن" سيغادر أبو ظبي اليوم استعداداً للانضمام الى الفريق المرافق للرئيس عرفات الى واشنطن، حيث سيتحرك منها الى عواصم عالمية وعربية اخرى لإطلاع المسؤولين فيها على نتائج اجتماعات واشنطن.