دعا رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال استقباله الرئيس محمود عباس في أبو ظبي أمس، المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في اطلاق العملية السلمية بما يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة، مؤكداً دعم دولة الإمارات الجهود التي من شأنها أن تحقق السلام العادل والدائم ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وجدد دعم دولة الإمارات الجهود العربية المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني. وأطلع الرئيس الفلسطيني رئيس الدولة خلال الاجتماع الذي حضره الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاتصالات الجارية بين عدد من العواصم لبدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والرؤية الفلسطينية لاستمرار المفاوضات شرط وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، خصوصاً في مدينة القدس، وآخر تطورات الوضع على الساحة الفلسطينية، وما يشهده المسجد الاقصى من اعتداءات وانتهاكات من سلطات الاحتلال الاسرائيلي. وافتتح عباس في أبو ظبي مساء أمس المقر الجديد للسفارة الفلسطينية في منطقة السفارات، والذي بني على أرض قدمت هبة من دولة الإمارات وبدعم مالي من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بلغ ثمانية ملايين درهم (أكثر من مليوني دولار). وأعرب عن تقديره الدعم الكبير الذي تقدمه دولة الامارات لصمود الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة على أرضه. كما قدم الى رئيس دولة الامارات «وسام القدس» من الدرجة الاولى الذي يعد من أرفع الاوسمة ويمنح لرؤساء الدول، وذلك تقديراً لمواقف دولة الامارات الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في اقامة دولته المستقلة. ... عباس في مصر غداً من جهة اخرى، يتوجه عباس غداً الى المملكة العربية السعودية. وعلمت «الحياة» انه سيتوجه لاحقاً إلى مصر في زيارة قصيرة يلتقي خلالها الرئيس حسني مبارك للاطلاع على نتائج المحادثات التي سيجريها الرئيس المصري اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وكان الرئيس الفلسطيني اعلن في مقابلة مع صحيفة «الايام» الفلسطينية اجرتها معه اثناء زيارته للصين، ان المفاوضات غير المباشرة ستبدأ فور مصادقة اللجنة التنفيذية عليها في اجتماعها المقرر الاسبوع المقبل، في وقت اكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان المفاوضات غير المباشرة ستكون لمدة اربعة اشهر، يصار بعدها إما الى الذهاب الى مفاوضات مباشرة او التوقف. وقال عباس ان هذه المفاوضات ستستمر لأربعة اشهر، تقرر المنظمة بعدها الخطوة التالية. وأوضح مسؤولون فلسطينيون ان اللجنة التنفيذية تتجه نحو الموافقة على اطلاق المفاوضات غير المباشرة في هذا الاجتماع، بعد حصول الرئيس على ضوء اخضر من لجنة المتابعة العربية في اجتماعها اول من امس في القاهرة. تعهد اوباما منع الاستفزازات واكد عباس انه لم يفقد الامل على رغم المعيقات المتمثلة في وجود حكومة اسرائيلية رافضة للسلام. وكشف تعهد الرئيس باراك اوباما له «بعدم السماح بأي اجراءات استفزازية من اي طرف»، موضحاً: «قبلنا هذا لأنه من جانبنا لا يوجد اي استفزازات، اما من الجانب الاسرائيلي فإن بناء الاستيطان وما يجري في القدس وغيرها من الممارسات، فإن هذه هي التي عنوا بها الاجراءات الاستفزازية، وانهم (الاميركيون) لن يسكتوا عنها». وأضاف عباس انه سيقوم في وقت لاحق من الشهر الجاري بزيارة للولايات المتحدة للقاء الرئيس الاميركي، نافياً انه سيلتقي في هذه الزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال: «الهدف من الزيارة هو دفع عملية السلام ... أنا لم اطلب الزيارة، وانما هم وجهوا الدعوة لنا لزيارة واشنطن الشهر الجاري، وذلك بالتأكيد من اجل دفع عملية السلام والمفاوضات، خصوصاً ان الاميركيين يفهمون تماماً ان موقفنا واضح وثابت ومقنع، فليس عندنا قضايا خلافية مع الولاياتالمتحدة ولا مع أحد، وانما خلافنا وخلاف الآخرين هو مع الحكومة الاسرائيلية، ولذلك هم دعونا من أجل محاولة دفع عملية السلام الى امام، وسيجدون من جانبنا كل تعاون، فلا مشكلة لدينا». وتابع عباس ان الاميركيين خلصوا الى نتيجة مفادها ان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي مصلحة أميركية، مضيفاً: «بداية قالوا انهم يرعون عملية السلام، فان نجح هذا كان جيداً، وإن لم ينجح فماذا يفعلون؟ أما الآن فهم يعتبرون ان النجاح ضرورة لأن لهم مصلحة في ذلك. لذلك قال الرئيس اوباما وغيره ان اقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة استراتيجية اميركية. ومن اجل ذلك نلاحظ ان الاميركيين سيبذلون الجهود، على رغم العراقيل التي توضع واللوبيات التي تعمل ضد العملية، وعلى رغم مساعي نتانياهو وغيره». ونفى عباس تقارير عن نيته تعيين نائب له، مشيراً الى ان ذلك من صلاحيات المجلس التشريعي الذي لم يلتئم منذ انفصال «حماس» في قطاع غزة. وفي شأن التعديل الوزاري المرتقب، قال: «هناك نية لاجراء التعديل، ونحن نفكر فيه، لكن لم نضعه على الطاولة بعد». عريقات وسقف المفاوضات من جانبه، قال عريقات ل «الحياة» ان مصير المفاوضات مرهون باختيار اسرائيل بين السلام والاستيطان، فإن هي اختارت السلام وأوقفت كل اشكال التوسع الاستيطاني، بما فيه ما يسمى النمو الطبيعي، فإننا سنذهب الى المفاوضات المباشرة، أما اذا اختارت الاستيطان، فانها تكون اسقطت خيار السلام واختارت الاستيطان». وأضاف ان المفاوضات المباشرة التي ستنطلق في حال توقف الاستيطان بصورة تامة، ليست مفتوحة وانما مسقوفة لمدة 24 شهراً. وزاد ان المفاوضات «التقريبية» (غير المباشرة) ستتناول قضايا الوضع النهائي من دون استثناء، مضيفاً ان قرار الذهاب الى المفاوضات التقريبية سيتخذ في الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الاسبوع المقبل. واوضح ان لجنة المتابعة العربية، وبخلاف التقارير، لم تتخذ قراراً في شأن المفاوضات التقريبية، وانما دعمت خيار الشعب الفلسطيني، موضحاً: «القرار لم يتخذ بعد، وسيتخذ في اجتماع اللجنة التنفيذية الذي يعقد عند عودة الرئيس عباس من جولته الحالية».