أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في أبو ظبي أمس، دعم بلاده الكامل والمطلق لإنجاز المصالحة الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني لتمكينه من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما أعرب عن أمله في أن تتفهم الفصائل الفلسطينية ضرورة توحيد الصف الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة عموماً في ضوء التحرك الدولي لتحريك عملية السلام في المنطقة. وكان مشعل وصل الى أبو ظبي ليل الأحد - الاثنين في إطار جولة له في عدد من دول المنطقة يرافقه وفد من المكتب السياسي للحركة. وأطلع مشعل رئيس دولة الإمارات على التطورات الجارية في الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة. ونقل بيان رسمي إماراتي عن مشعل قوله إن «حماس تعمل بكل جهد وإخلاص لإنجاز المصالحة في أسرع وقت ممكن بمساعدة الأشقاء العرب وفق المتطلبات التي تضمن وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني». وأعرب مشعل خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين الإماراتيين، عن تقديره دولة الإمارات لما تبذله من جهدٍ وما تقدمه من مساعدات للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة والعيش الكريم فوق أرضه. وكان مشعل وصل الى أبو ظبي قادماً من الدوحة حيث وجه تحذيراً جديداً من نشوب حروب ثلاث جديدة عام 2010 في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة، متوقعاً حرباً جديدة على غزة، وثانية على جنوب لبنان، وثالثة ضد ايران. ورأى ان اسرائيل تحضر نفسها من خلال مناوراتها الحالية لشن حروب جديدة فى المنطقة. واعتبر مشعل في حديث لوكالة الأنباء القطرية بثته ليل الإثنين - الثلثاء أن الجدار الفولاذي «مؤشر الى حرب اسرائيلية جديدة على غزة تلوح نذرها فى الأفق بتواطؤ من هنا وهناك». ورأى أن استئناف التفاوض (بين السلطة واسرائيل) في ظل المعطيات (الراهنة) يصبح عبثياً وسيصل في ظل هذه الأوضاع الى النفق المسدود والمأزق الذي نعيشه الآن، معتبراً ان المفاوضات أصبحت علاقات عامة واستهلاكاً للوقت لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض. وأكد استحالة إجراء اي انتخابات في ظل الوضع الفلسطيني الراهن، لافتاً الى أن «رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك لا يستطيع ان يداوم في مكتبه في رام الله، فيكف ندعو الى انتخابات من غير ان يتمكن المرشح من التحرك».