شارك عشرات من السياسيين والمثقفين المصريين أمس في مسيرة احتجاج توجهت إلى مقر السفارة الفرنسية في القاهرة لإعلان الاعتراض على محاكمة المفكر الفرنسي المسلم روجيه غارودي الذي يحاكم حالياً في فرنسا بسبب كتابه "الأساطير المُؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، وبدعوى مُعاداته السامية. وتظاهر هؤلاء أمام السفارة بعدما منعهم الحراس من الدخول إلى الفناء الداخلي. ورفض مسؤول في السفارة تسلم بيان احتجاج طالب المشاركون في المسيرة بتسليمه إلى السفير، وأبلغهم ان السفير ليس موجوداً في المبنى. وتضمن البيان عبارات تؤكد أن محاكمة غارودي تمثل إساءة بالغة للعلاقات العربية - الإسلامية، واهداراً لحريات التعبير والرأي. ووقعت مشادة بين اثنين من المشاركين في المسيرة هما وكيل مؤسسي حزب "الوسط" المهندس أبو العلا ماضي والفنان عبدالعزيز مخيون، من جهة وحراس السفارة من الفرنسيين، واشتبك الطرفان، لكن الحراس الذين كانوا طلبوا من المشاركين في التظاهرة الابتعاد عن الباب الرئيسي للمقر فانسحبوا وأغلقوا الباب. وإزاء إصرار المشاركين في التظاهرة على تسليم البيان إلى المسؤولين في السفارة سمح موظفو السفارة لاثنين فقط منهم بالدخول فأناب المشاركون رئيس حزب العمل المهندس إبراهيم شكري والكاتب محمد سيد أحمد لمقابلة سكرتير السفارة، وأكد الاثنان أثناء اللقاء أن قضية غارودي تندرج تحت العمل السياسي، وليس القضائي. وعقد المتظاهرون مؤتمراً صحافياً أمام ساحة السفارة شددوا فيه على أن محاكمة غارودي تمثل إهانة للإسلام، وأكدوا ضرورة مناصرته. وشارك في التظاهرة رموز سياسية وثقافية بينها السادة جمال البنا وحمدي أحمد وجلال أمين وكمال أبو عيطة ومجدي قرقر واللواء طلعت مسلم والدكتور نعمان أحمد فؤاد. وسيتبنى اتحاد المحامين العرب بالتعاون مع ست عشرة منظمة مصرية وعربية معنية بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، جمع توقيعات للتضامن مع غارودي والاحتجاج على محاكمته بسبب آرائه وتقييد حقه في التعبير والبحث العلمي وإبداء الرأي.