اعتقلت قوات الأمن الفلسطيني أربعة فلسطينيين من ناشطي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس خلال الكشف عن مختبر منزلي لصنع المتفجرات في مدينة نابلس. وقالت مصادر أمنية اسرائيلية ان الشرطة الفلسطينية داهمت "المصنع" في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء بعد تلقيها معلومات من جهاز المخابرات الداخلي الاسرائيلي شاباك. وشكلت الحكومة الاسرائيلية امس طاقماً وزارياً لمتابعة النظر في مطالب امنية تريد من السلطة الفلسطينية تنفيذها، وهي مطالب ستقدم في وثيقة الى الادارة الاميركية عندما يجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي مع الرئيس الاميركي بعد ستة أيام في واشنطن. ووصف قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي الجنرال عوزي ديان التعاون بين جهازي المخابرات الفلسطينية والاسرائيلية في ما يتعلق بالكشف عن مصنع المتفجرات بأنه تم "بتنسيق تام وسرعة فائقة". وقال ديان في تصريحات صحافية ان المختبر احتوى على عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة التي استخدمت لصنع قنابل كانت في طور الاعداد. وقالت مصادر اسرائيلية ان افراداً من الشرطة الفلسطينة داهموا ليلاً منزلاً في مدينة رام الله كان يعتقد ان عادل عوض الله المطلوب من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية موجود بداخله الا انه عثر على مخلفات عتاد عسكري وبعض الاوراق. وتعتبر سلطات الاحتلال الاسرائيلية عوض الله "المهندس" رقم ثلاثة بعد يحيى عياش الذي اغتيل قبل عامين ومحي الدين الشريف المطلوب هو الآخر بتهمة التخطيط والاعداد للعديد من العمليات الانتحارية التي نفذت في القدس وتل أبيب. اما المخابرات الاسرائيلية نفسها فقد اعتقلت عشرات الاشخاص على مدى الاسبوعين الماضيين قالت انهم اعضاء في خلايا عسكرية تابعة لپ"حماس" ونفذوا في السابق هجمات على اهداف اسرائيلية وكانوا يعدون لهجمات اخرى في وقت قريب. وأكدت المصادر الاسرائيلية ان جهاز المخابرات تمكن من التسلل الى احدى الخلايا العاملة في المناطق التي تخضع للسلطة الفلسطينية المصنفة "أ" ومناطق "ب" التي تخضع لسلطة امنية اسرائيلية. وأضافت ان اعضاء الخلية اعترفوا بمسؤوليتهم عن عدة عمليات نفذت اخيراً في منطقة نابلس من بينها إلقاء قنبلة باتجاه دورية عسكرية اسرائيلية قرب حاجز في نابلس مما اسفر عن اصابة جنديين اسرائيليين بجراح. ووصف عوزي ديان الكشف عن الخلايا العسكرية بأنه "نجاح كبير لجهاز الأمن"، الا انه حذر من ان التحقيق لم ينته وأن "الخطر لا يزال قائماً". مسؤولون اميركيون ووصل الى موقع المختبر ثلاثة مسؤولين من جهاز الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. اي لمعاينة المكان والتقطوا صوراً وجمعوا معلومات وذلك في أول نشاط استخباراتي اميركي علني في الأراضي الفلسطينية منذ مشاركة هذا الجهاز في الاجتماعات الأمنية التي ضمت فلسطينيين واسرائيليين قبل اشهر عدة. وقالت مصادر فلسطينية ان من بين الذين القي القبض عليهم محمد عوض ومهند ظاهر وشقيقين من عائلة ابو الروس وجميعهم من منطقة نابلس. وأفادت هذه المصادر انه تم الكشف عن المواد الأولية التي تستخدم في صنع المتفجرات، وهي في شكل "بودرة بيضاء" يسميها الفلسطينيون "خلطة ام العبد" كان قد اكتشفها احد الفلسطينيين في بيروت في السبعينات. وعثر على هذه المواد في المرحلة الأولية من اعدادها خلافاً لما ذكرته مصادر اسرائيلية قالت ان المتفجرات كانت شبه جاهزة. وعلى رغم الكشف عن الخلايا العسكرية، استمرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتعزيز قواتها في القدسالمحتلة، فيما عززت الشرطة الاسرائيلية وجودها في المدن الكبرى تحسباً لوقوع هجمات عسكرية في ذكرى مجزرة الحرم الابراهيمي التي ارتكبها الطبيب اليهودي المستوطن باروخ غولدشتاين في شهر رمضان قبل ثلاث سنوات. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي قد وافق على اقامة "خط مفتوح" بين الاجهزة الأمنية الفلسطينية والاسرائيلية في اعقاب ورود انباء عن نية حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" شن عمليات عسكرية ضد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وفي المدن الكبرى. ونفت مصادر فلسطينية امس ان يكون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد اجتمع مع رئيس جهاز "شاباك" الاسرائيلي في رام الله مساء الاثنين. وكانت الاذاعة الاسرائلية قالت ان عامي ايالون اجتمع مع عرفات "بعد النجاح الذي تم تحقيقه" وان التعاون الأمني بين الجانبين نوقش في الاجتماع.