تحولت حفلة إفطار رمضاني أقامها مساء أول من أمس حزب "الوسط" الى تظاهرة تطالب بتحقيق وفاق وطني بين القوى السياسية المصرية. وشارك في الحفلة عشرات ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة. لكن اللافت أن أحد رموز جماعة "الإخوان المسلمين" وهو الشيخ فريد عبدالخالق كان في مقدم الحاضرين. ومعروف أن مؤسسي الحزب على خلاف كبير مع قادة "الإخوان" منذ أن أقدموا على تأسيس الحزب من دون عرض الأمر على "الجماعة" التي اتخذت في وقت لاحق إجراءات بهدف الضغط على أعداد من المؤسسين لدفعهم على الانسحاب من الحزب. وتحدث عبدالخالق وأكد أن حزب "الوسط" جاء في وقت يعاني منه المجتمع من مشكلات عدة، وتمنى على مؤسسي الحزب "ملء فراغ موجود على الساحة السياسية". ولم تخلُ الكلمات التي ألقيت في الحفلة من انتقادات لجماعة "الإخوان" من دون تسميتها. لكن اللافت أن الحضور كان شديد التنوع اذ ضم ممثلين عن التيارات السياسية المختلفة اضافة الى فنانين ومثقفين وكتّاب ورئيس لجنة الفتوى في الازهر الشيخ جمال قطب، الذي ألقى كلمة استبعد فيها حدوث وفاق بين القوى السياسية المختلفة وبين الحزب الوطني الحاكم. والقى رئيس هيئة الدفاع عن حزب "الوسط" الدكتور محمد سليم العوا كلمة عارض فيها كلام قطب، وقال "ما حدث لا يجوز، ورجل الدعوة يجب ان يكون ثابتا". وتحدث الفنان حمدي احمد وشن هجوما شديداً على وسائل الاعلام العربية، واتهمها "بالخضوع لمخطط صهيوني يتم إعداده في الخارج لتمويل اعمال الفتنة التي تهدف الى تشويه صورة المواطن العربي وتغير هويته الشخصية العربية". وتحدث المفكر اليساري القبطي الدكتور ميلاد حنا واستغرب دخول مصر القرن الواحد والعشرين من دون ان تعرف مسألة تداول السلطة من خلال الاحزاب. وتحدث عن الوفاق الوطني وطالب الحاضرين بالتخلي عن صيغة "لإيجاد تحالف قوى الشعب العاملة من جديد"، وهي الصيغة التي أطلقها نظام حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. لكن حنا لاحظ ان الظروف تغيرت وعلينا البحث عن الصيغة الجديدة لتتواءم مع المتغيرات الحديثة"، ورأى حنا ان مصر "تعيش ازمة" واستبعد ان يستغل الحزب الوطني الحاكم إخراجها منه بل انه اتهم الحزب الحاكم بالعمل على إماتة القوى السياسية الاخرى. وشدد حنا على ان العلاقة بين المسلمين والاقباط لا تحتاج الى وفاق وان التيارات السياسية هي التي تحتاج الى حركة شعبية. والقى القطب الناصري حمدين صباحي كلمة اعتبر فيها تجربة حزب "الوسط" تجربة رائدة، وشدد على ضرورة مواصلة جهودهم لاستكمال اجراءات التأسيس. وشدد صباحي على ضرورة ان تكون صيغة الوفاق الوطني "قائمة على ارضية مشتركة وليس على اساس المصالحة الوطنية". واقترح المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب أسساً للوفاق الوطني. وقال: "لا بد ان نتفق على مواجهة التحديات الكبرى سوياً وان يعلم الجميع انهم في مركب واحد ولا بد من إعادة روابط الامة". والقى القطب الوفدي الدكتور عاطف البنا كلمة اكد فيها ان حزب "الوسط" حقق نجاحا كبيراً في الاوساط السياسية المصرية، وان الرأي العام يعتبر ان الحزب موجود على الساحة وليس تحت التأسيس.